كشف مصدر قضائي في مجلس الدولة المصري، أن المستشار يحيى دكروري، أقدم قضاة مجلس الدولة المصري، سيقدّم طعنه بقرار تجاوزه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في عملية تعيين الرئيس الجديد للمجلس، في غضون أسبوع، وذلك بعدما استوفى الإجراء الشكلي للطعن بتقديم تظلم لرئاسة الجمهورية من تجاوزه لصالح رابع أقدم القضاة بالمجلس، المستشار أحمد أبوالعزم. وأوضح المصدر أن أولوية دكروري تنحصر في الوقت الحالي بإجبار الجهة الإدارية وهيئة قضايا الدولة النائبة عنها، على الإفصاح عن أسباب استبعاده، على أن يستمر في عمله كعضو بمجلس إدارة البنك المركزي المصري وكذلك في رئاسة الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، وفق المصدر.
وأردف قائلاً للسيسي إن "قرار سيادتكم بتعيين زميل أحدث مني لرئاسة المجلس متخطياً لي، سابقة لم تحدث منذ ما يزيد على سبعين عاماً، من دون مبرّر واضح أو مقتضى مقبول، بالمخالفة لقاعدة الأقدمية التي استقام عليها التنظيم القضائي، وهدمها يؤثر على حسن سير العدالة"، وفق وصفه. وأكّد أن قاعدة الأقدمية في القضاء هي من أهم عناصر الدستور الذي أقرّه الشعب المصري.
كذلك، لفت المستشار دكروري إلى أنه تخرّج "في مدرسة الاستقامة القضائية التي لا تعرف الهوى". وشدّد على أنه مستعد لتحمل تبعات أي قرار قضائي اتخذه من فوق المنصة، مضيفاً أنه يتحملها "عن طيب خاطر، لأن ضمير القاضي لا يتردد أو يتلعثم أمام كلمة حق ينطقها"، وفق تعبيره.
وفي إشارة إلى حكمه الشهير ببطلان التنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير"، والاتهامات التي لاحقته بتعمّد إحراج النظام، لم يتردد دكروري في القول إن "القاضي مقيّد بما يعرض عليه من وقائع ووثائق، وكل حكم يصدره القاضي ليس رأياً شخصياً أو رؤية خاصة وإنما بعد مداولة بين جميع القضاة بالمحكمة، بما يضفي على النتيجة العدالة والاطمئنان والثقة والقناعة"، بحسب قوله.