واصلت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، القصف العنيف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة بريف العاصمة دمشق، ونفّذت أكثر من 45 غارة جوية، موقعة عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، نصفهم في مدينة حمورية.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام وروسيا واصلت قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل 23 مدنياً في حمورية، و12 في بلدة جسرين.
وأضاف أن تسعة مدنيين آخرين قتلوا في مدينة حرستا، وأربعة في حي جوبر، بينما توزّع الباقون على مدن وبلدات الغوطة.
كما أشار المصدر إلى أن، القصف لم يتوقف حتى مع دخول الوفد الأممي الذي أدخل قافلة إغاثية مقدمة من منظمة الصليب الأحمر الدولي.
ويأتي هذا القصف في غضون الهدنتين الأممية والروسية، اللتين تمّ الإعلان عنهما في وقت سابق، وتشملان منطقة الغوطة الشرقية.
وبالتزامن مع القصف، تحاول قوات النظام، مدعومة بسلاح الجو الروسي، التقدم في الغوطة المحاصرة من عدة محاور، حيث تمكّنت من السيطرة على عدّة بلدات وقرى بعد قصفها بمئات الضربات الجوية.
وأفاد الناشط محمد الشامي لـ"العربي الجديد"، بأنّ مدنيين قُتلا في مدينة زملكا، واثنين في بلدة حزة، واثنين آخرين في بلدة مسرابا، كما وقع عشرات الجرحى بينهم مصابون بحالة حرجة، جراء القصف الجوي والمدفعي، فجر اليوم، على الأحياء السكنية في تلك المناطق.
وقالت المصادر، إنّ الطيران الحربي والمروحي، شنّ، اليوم الإثنين، على بلدات الغوطة، أكثر من 45 غارة جوية، ألقى خلالها براميل متفجرة وصواريخ فراغية وقنابل عنقودية.
وانتشلت فرق الدفاع المدني، 7 مدنيين على قيد الحياة، من تحت أنقاض القصف في مدينة حمورية، فيما أُصيب 4 من عناصرها، جراء تجدّد القصف على أحياء مدينة دوما، والذي أدى إلى انقلاب سيارتي إسعاف خلال نقل المصابين.
وتحدث الناشط "عمر أبو أحمد" لـ"العربي الجديد" عن مقتل ثلاثة مدنيين في حصيلة أولية وإصابة ستة عشر آخرين، بينهم أربع نساء وطفلة، جراء غارة جوية على مدينة سقبا، وأضاف أن غارة جوية على مدينة حرستا أدت إلى مقتل أحد العاملين في المكتب الطبي بالمدينة.
من جهته، أعلن الهلال الأحمر السوري، ظهر اليوم الإثنين، عن توجه قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية بالتعاون مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال المتحدث باسم "فيلق الرحمن" المعارض وائل علوان لـ"العربي الجديد" من المفترض أن تدخل اليوم قافلة مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة.
وأعلن الهلال الأحمر على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" أن "فرق الهلال الأحمر العربي السوري تتجه إلى الغوطة الشرقية لإدخال قافلة مساعدات إنسانية بالتعاون مع الأمم المتحدة و اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية لـ"رويترز" اليوم الإثنين إن النظام السوري استبعد حقائب إسعافات أولية ولوازم جراحية من شاحنات قافلة إغاثة قدمتها عدة منظمات وفي طريقها لمنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة.
وأضاف المسؤول أن أمن قوات النظام رفض كل حقائب الإسعافات الأولية واللوازم الجراحية وغسل الكلى والإنسولين، مشيرا إلى أن نحو 70 في المئة من الإمدادات التي نقلت من مخازن منظمة الصحة العالمية إلى شاحناتها استبعدت خلال عملية التفتيش.
ويحاصر النظام السوري منذ أكثر من خمس سنوات قرابة 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية بينهم آلاف الجرحى والمرضى منهم مئات بحاجة إلى تدخل طبي عاجل.
وتوعّد رئيس النظام السوري بشار الأسد، في حديث صحافي، أمس الأحد، باستمرار الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، وذلك على الرغم من صدور القرار 2401 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع، والذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المواد الغذائية والإجلاء الطبي، بينما لم تؤد "هدنة إنسانية" أعلنتها روسيا من جانب واحد لخمس ساعات يومياً، إلى إيصال مساعدات أو إجلاء مدنيين.
روسيا "تكذب"
إلى ذلك، نفت المعارضة السورية المسلحة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، تقديم أي تعهّد لروسيا بالسّماح للمدنيين بالمغادرة، مقابل دخول مساعدات إلى الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام السوري.
وقال منذر فارس المتحدث باسم "حركة أحرار الشام"، لـ"العربي الجديد"، "إن "ثوار الغوطة لم يمنعوا أحداً من الخروج، ولكن أهالي الغوطة ليس لديهم نية للخروج، ويرفضون خطة الروس بالتهجير والتغيير الديمغرافي حول دمشق، فأهل الغوطة هم أصحاب الأرض ومتمسّكون بأرضهم".
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، نقلت وسائل إعلام روسية، أنّ مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، تعهدوا بالسماح للمدنيين بالمغادرة، مقابل دخول مساعدات إلى المنطقة.
وأوضح فارس، أنّ "روسيا تكذب، وتهدف من خلال ذلك إلى تصوير ثوار الغوطة على أنّهم يتاجرون بالمدنيين، ويتخذونهم دروعاً بشرية".
من جانبه، قال وائل علوان المتحدّث باسم "فيلق الرحمن"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش السوري الحر لم يمنع المدنيين في الغوطة من حرية التنقل سابقاً ولا الآن، ومن المفترض بدء دخول المساعدات الأممية، اليوم الإثنين، إلى الغوطة."
وأضاف أنّ "المدنيين ما زالوا يعلّقون آمالهم على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2401 الذي يضمن إيقاف ما يتعرّضون له من الإبادة والجرائم، وإدخال المساعدات لهم، دون إجبارهم على ترك منازلهم".