انتهت جلسة الاستماع لشهود النيابة، اليوم الأحد، في ملف رئيس الحركة الإسلامية التي حظرها الاحتلال الإسرائيلي، الشيخ رائد صلاح، في محكمة الصلح في مدينة حيفا والمعتقل منذ منتصف أغسطس/ آب عام 2017، بزعم "التحريض على العنف والإرهاب"، على أن تعقد الجلسة القادمة في 22 مارس/ آذار القادم.
وعجت قاعة المحكمة بحيفا بعائلة الشيخ صلاح ونشطاء وقيادات الحركات والقوى الوطنية والأحزاب السياسية والحركة الإسلامية.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال المحامي خالد الزبارقة، ضمن فريق الدفاع: "اليوم الجلسة الثانية في مداولات الشيخ رائد صلاح والجلسة الثانية في سماع شهود النيابة في هذا الملف، وبطبيعة الحال، نحن اكتشفنا اليوم أنه توجد مواد جديدة حاولت النيابة أن تخفيها، عن طاقم الدفاع. فقط اليوم وفي بداية الجلسة كشفت عنها".
وتابع: "لهذا السبب وجدنا أنفسنا مضطرين إلى تأجيل سماع شاهد مركزي في الملف هو الشرطي الذي حقق مع الشيخ. وأيضا نفس المحقق الذي ترجم خطب الشيخ إلى اللغة العبرية"، مشددا على أن "الترجمة هي ترجمة مزيفة وممنهجة لإدانة الشيخ رائد صلاح. وتم تأجيل الجلسة ليوم 22 مارس/آذار المقبل".
ومن جهته، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية، الشيخ كمال خطيب، إن جلسات المحاكمة "متباعدة جدا، الجلسة السابقة كانت يوم 24 أكتوبر/ تشرن الأول يبدو أن هناك أكثر من شهرين بين الجلسة والأخرى"، مضيفا "يبدو أنها محاولة لإبقاء الشيخ أطول مدة ممكنة داخل الاعتقال تحديدا في ظل الظروف التي تمر بها القدس".
كما لفت إلى أن "المؤسسة الإسرائيلية تعلم دور الشيخ رائد وفعاليته وتأثيره. أنا أجزم أن تباعد الجلسات هدفه إقصاء الشيخ رائد لمزيد من الوقت".
وبشأن التهم التي يتابع بها الشيخ صلاح، قال خطيب "واضح أن المؤسسة في ظل قرارها الذي اتخذته تستمر على ما يبدو في الضحك على الذات وتشخيص الحركة الإسلامية فعلا بأنها أصبحت تنظيماً محظوراً وثم إرهابيّاً"، واستطرد قائلا "التهمة الأخرى، الدعوة إلى العنف. الشيخ رائد بما يعرفه الجميع لا يدعو إلى العنف".
أما والدة الشيخ الحاجة رقية صلاح فقالت: "رأيته وسلمت عليه وقبلته الحمد الله، أزوره في السجن ولكنه مغلق هناك.. لو يطلع بيدي لأشتغل معه، لو يخليني أعمل معه. رائد بالسجن ولكنهم كلهم رائد وأولادي".
أما الشيخ المناضل صياح الطوري، الذي حضر من قرية العراقيب غير المعترف بها من السلطات الإسرائيلية في النقب، فقال: "سمعت أقوال الشهود من العرب والمحققين في الشرطة. هذه أقاويل كلها لملمة كما تلملمون ورقاً من الشارع. ما فيها أي مصداقية".
وكان الشيخ صلاح قد اعتقل منتصف أغسطس/ آب، وقدمت سلطات الاحتلال لائحة اتهام ضده، وتنسب النيابة العامة له شبهات الانتماء إلى "منظمة محظورة"، وإجراء فعاليات من خلالها، وهي الحركة الإسلامية الشمالية التي كان يترأسها وحظرتها السلطات الإسرائيلية قبل أزيد من عام، بذريعة "التحريض على العنف والكراهية"، استنادًا إلى خطب الشيخ صلاح وتصريحاته بعد أحداث الأقصى الأخيرة، بحسب زعمها.
ويخضع الشيخ صلاح للعزل الانفرادي في سجن "شيكما" بمدينة عسقلان، حيث يتعرض هناك لظروف اعتقال مسيئة.