من هو العقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود؟

18 نوفمبر 2015
صورة لأباعود نشرتها مجلة "داعش"
+ الخط -
تدريجياً بدأت تظهر ملامح المتهمين بالمشاركة في تنفيذ هجمات باريس، وأصبح الاهتمام منصباً على عبد الحميد أباعود، والذي يوصف من قبل أجهزة الأمن الفرنسية بأنه العقل المدبر لتلك الهجمات. وبعدما رجحت في وقت سابق تواجده بسورية، وتخطيطه لهجمات باريس التي خلفت 132 قتيلاً من هناك، اتضح اليوم الأربعاء، أن أباعود ربما يتواجد حالياً داخل الأراضي الفرنسية، بعدما أكدت وسائل الإعلام أن الشقة التي تمت مداهمتها اليوم الأربعاء بضاحية باريس الشمالية سان دوني، ربما يتواجد فيها أباعود.


مصالح الاستخبارات الفرنسية تعتبر الجهادي البلجيكي، والذي انضم إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" بداية عام 2013، أحد أهم العقول المدبرة للعمليات الإرهابية داخل الأراضي الفرنسية، وأنه شارك بطريقة أو بأخرى في التخطيط للهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية بشكل متسلسل في الآونة الأخيرة.

صحيفة "لوموند" قالت إنه من السابق لأوانه تحديد درجة مسؤوليته عن الهجمات التي شهدتها باريس، موضحة أن المحققين لديهم قناعة بأن أباعود شارك بطريقة أو بأخرى في الترتيب لتنفيذ الهجمات المتسلسلة التي ضربت العاصمة الفرنسية.

مسار أباعود يرتبط بشكل وثيق بأحد المتهمين بتنفيذ هجمات باريس الأخيرة، صلاح عبد السلام، والذي تقوم مصالح الشرطة بالبحث عنه هو الآخر، حيث سبق لهما قضاء عقوبة السجن في بلجيكا في قضية مرتبطة بجريمة سرقة.

وسبق لوسائل الإعلام البلجيكية أن سلطت الضوء كثيراً على أباعود، البالغ من العمر 28 عاماً والمتحدر من مولينبيك في بلجيكا، وذلك بسبب حضوره الكثيف في وسائل التواصل الاجتماعي منذ 2013.

ويشكك المحققون في أنه لعب دوراً في الهجوم الإرهابي الذي تم إبطاله ضد كنيسة فرنسية في 19 أبريل/ نيسان 2015. كما أنه كان على اتصال مع مهدي نموش، والذي نفذ عملية في المتحف اليهودي ببروكسل، في 24 مايو/ أيار 2014.

وبحسب ما أسر مصدر مقرب من المصالح الاستخباراتية الفرنسية فإن أباعود يعتبر عنصراً خطيراً للغاية لدرجة إدراج اسمه أواخر سبتمبر/ أيلول ضمن الأهداف المحتملة للضربات الجوية التي تشنها فرنسا داخل الأراضي السورية على تنظيم الدولة

كذلك ظهر اسمه بشكل علني حينما تم اعتقال جهادي فرنسي، يدعى رضا حامي، في 11 أغسطس/ آب الماضي، إثر عودته من سورية. هذا الأخير أقر أمام المحققين أنه تلقى تدريبات بالرقة، وبأن أباعود قام بتكليفه بالعودة إلى أوروبا، وسلمه مبلغاً مالياً، وطلب منه استهداف مكان سهل لإسقاط أكبر عدد من الضحايا.

وعاد اسم أباعود للظهور مجدداً بعد مرور 10 أيام فقط على ذلك، فبعد الهجوم الفاشل على أحد القطارات الفرنسية، اتضح أن أيوب الخزاني، المتهم بالضلوع في محاولة الهجوم على ركاب القطار اتضح أنه قضى بعض الوقت في بلجيكا داخل أوساط جهادية على صلة بعبد الحميد أباعود.

المثير في مسار أباعود أنه استطاع بسهولة التنقل بين سورية وأوروبا من دون أن تزعجه السلطات الأمنية، فبعد انضمامه إلى "داعش" في سورية بداية 2013 عاد إلى بلجيكا أواخر نفس العام، مروراً عبر اليونان ليغادرها مجدداً، من دون أن تنتبه المصالح الأمنية البلجيكية لذلك. وفي عام 2015 تفاخر أباعود على صفحات مجلة "دابق" التابعة لتنظيم الدولة بأن في وسعه التنقل بين سورية وبلجيكا متى شاء ذلك.

اقرأ أيضاً: قتلى في تبادل لإطلاق النار في عملية للشرطة بباريس

المساهمون