وقال ترامب لشبكة "فوكس نيوز": "هناك قرار علينا اتخاذه، لدينا ثلاثة أو أربعة مواعيد".
ورد ترامب على سؤال عن توقعاته في شأن لقائه المرتقب مع كيم، فقال "قد أغادر الاجتماع سريعا باحترام وقد لا يتم اللقاء، من يعرف؟ ولكن ما يمكنني قوله إنهم (الكوريون الشماليون) يريدونه أن يعقد".
وبالعودة إلى الزيارة السرية الأخيرة التي قام بها مدير "سي آي ايه" مايك بومبيو لبيونغ يانغ، أوضح أن لديه "صورا رائعة" للاجتماع بين بومبيو والزعيم الكوري الشمالي. وأضاف "لم يكن مقررا أن يلتقي (بومبيو) كيم جونغ أون (...) تم تنظيم الأمر ما إن وصل (بومبيو)" إلى كوريا الشمالية. ويتوقع أن يصادق مجلس الشيوخ، الخميس، على تعيين بومبيو وزيرا للخارجية خلفا لريكس تيلرسون الذي أقاله ترامب.
ويلتقي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي، غدا الجمعة، عند الخط العسكري الفاصل الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية قبل عقد قمتهما التاريخية، في خطوة ذات قيمة رمزية عالية.
وعندما يعبر كيم الخط الفاصل سيرا على الأقدام، سيصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية قبل 65 عاما. وسيلاقي مون قبل ذلك ضيفه الشمالي عند العوائق الإسمنتية التي ترسم الحدود بين الكوريتين في المنطقة المنزوعة السلاح، وفق ما قال سكرتير الرئاسة في الجنوب، إيم جونغ-سيوك.
وتأتي هذه القمة الثالثة من نوعها، بعد لقائين عُقدا بين الكوريتين في بيونغ يانغ في عامي 2000 و2007 وهي ناتجة عن جهود دبلوماسية حثيثة شهدتها شبه الجزيرة في الأشهر الأخيرة. وسيلي هذه القمة اللقاء التاريخي المنتظر بترقب كبير بين كيم وترامب.
ومن المفترض أن تكون مسألة الترسانة النووية الكورية الشمالية مدرجة على لائحة الأولويات التي سيتم بحثها. ومنذ وصول كيم إلى الحكم في أواخر عام 2011 إثر وفاة والده، عمد إلى تسريع وتيرة تطوير برامج كوريا الشمالية النووية والباليستية، وقد بلغ التوتر في شبه الجزيرة ذروته.
وعام 2017، أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الأقوى حتى الآن واختبرت صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية. لكن منذ أن أعلن كيم جونغ-أون في الأول من يناير/ كانون الثاني مشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في الجنوب، شهدت الكوريتان تقاربا كبيرا.
موضوع صعب
وحذر إيم من أن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق، وقال "التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي في وقت حققت برامج كوريا الشمالية النووية والباليستية تقدما كبيرا، سيكون مختلفا في طبيعته عن اتفاقات نزح السلاح المبرمة في التسعينيات وبداية العقد الأول من الألفية".
وتابع "هذا ما يجعل هذه القمة صعبة بشكل خاص"، مضيفا أن "الأمر الأكثر حساسية سيكون رؤية مدى قدرة الزعيمين على الاتفاق حول إرادة نزع سلاح (الشمال) النووي" وكيف "سيُدون ذلك على الورق".
ففي الماضي، كان مفهوم "نزع سلاح شبه الجزيرة النووي" يعني بالنسبة لبيونغ يانغ مغادرة 28500 عسكري أميركي موجودين في الجنوب وإزالة المظلة النووية الأميركية، وهذان أمران غير واردين بالنسبة إلى واشنطن.
وبحسب سيول، من الممكن أن يبحث الزعيمان في إبرام معاهدة سلام لوضع حدّ رسميا للحرب الكورية (1950 - 1953) التي انتهت باتفاق هدنة بحيث لا يزال البلدان عمليا في حالة حرب. وقد تتم أيضا مناقشة استئناف عمليات لمّ شمل العائلات التي تشتتت بسبب الحرب.
وأبلغ مون رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أنه سيثير موضوع المخطوفين من قبل عملاء من كوريا الشمالية بهدف تدريب جواسيس بيونغ يانغ، الأمر الذي تعتبره طوكيو حساسا جدا.
وبعد لقائهما عند الخط الفاصل، الجمعة، سيذهب الزعيمان الكوريان سيرا على الأقدام باتجاه بيت السلام، وهو مبنى من الزجاج والإسمنت يقع في الجهة الجنوبية من قرية بانمونجوم الحدودية في المنطقة المنزوعة السلاح والتي تم فيها توقيع الهدنة. وسيوقع كيم على دفتر الزوار قبل بدء الاجتماع الصباحي، بحسب إيم.
جبلان وشجرة صنوبر
وسيتناول الوفدان الغداء بشكل منفصل، بحيث يعبر وفد الشمال الحدود عائدا إلى منطقته لتناول الطعام. وقال إيم إن مون وكيم سيزرعان معا قبل جلسة بعد الظهر شجرة صنوبر "ستمثل السلام والازدهار عند خط ترسيم الحدود، الذي يعتبر رمز المواجهة والانقسام منذ 65 عاماً".
أما بالنسبة للتراب الذي سيُستخدم لزرع الشجرة، فسيكون من جبل بايكتو، وهو مكان مقدس بالنسبة لكوريا الشمالية، ومن جبل هالا في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية. وبعد توقيع الاتفاق، من المتوقع صدور بيان مشترك.
وقال سكرتير الرئاسة في الجنوب "قد نسمّيه (إعلان بانمونجوم)". وسيضم الوفد الشمالي، بحسب إيم، شقيقة الزعيم كيم يو جونغ، وهي مستشارته الأقرب التي حضرت الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب في فبراير/ شباط الماضي.
وسيكون الرئيس الفخري لكوريا الشمالية، كيم يونغ نام، الذي رافق شقيقة الزعيم إلى الألعاب الشتوية، في عداد وفد بلاده أيضا إلى القمة التاريخية. ولفت إيم إلى أنه "على عكس ما حدث في الماضي، يضمّ الوفد عددا من كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين". وقال "لم نتوقع ذلك. نعتقد أن هذا يعني أن كوريا الشمالية ترى الأمر ليس فقط على أنه قمة بين الشمال والجنوب إنما من منظور قمة مع واشنطن".
(العربي الجديد، فرانس برس)