وزير الخارجية البريطاني بالرياض.. مقتل خاشقجي والحرب على اليمن يتصدران أجندته
ويزور هانت الرياض ليطلب من سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، بذل مزيد من الجهود في التحقيق المتعلّق بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم إن وزير الخارجية "سيضغط على الزعماء السعوديين لبذل المزيد من أجل تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي".
وخلال جولته التي تشمل الإمارات، سيسعى هانت للحصول على دعم لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب على اليمن، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية البريطانية.
وتأتي زيارة هانت وسط أزمة دبلوماسية دولية تتعلق بمقتل الصحافي السعودي الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، في قنصلية بلده في إسطنبول مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال هانت الذي سيلتقي نظيره السعودي عادل الجبير أيضاً، إن "الأسرة الدولية تبقى متحدة في شعورها بالصدمة والاستياء من القتل الوحشي لجمال خاشقجي قبل شهر"، مضيفاً أنه "من غير المقبول أن تبقى ملابسات جريمة القتل هذه غير واضحة"، ومؤكداً أن بلاده "تشجع السلطات السعودية على تعاون كامل مع التحقيق التركي بشأن مقتله، لضمان العدالة لعائلته والعالم الذي يراقب" التطورات.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية ذكرت أن هانت سيجتمع خصوصاً مع الملك سلمان وولي العهد. وأضافت أنّ وزير الخارجية "سيطلب من السلطات السعودية فعل المزيد لضمان تحقيق العدالة لعائلة خاشقجي"، وسيُشدّد على "أهمية تعاون السعودية مع تركيا لإجراء تحقيق كامل وموثوق به".
وخلال جولته القصيرة للخليج، سيزور هانت أبوظبي، حيث سيلتقي ولي عهدها محمد بن زايد آل نهيان ونائب الرئيس اليمني المدعوم من "التحالف" السعودي - الإماراتي علي محسن الأحمر ووزير الخارجية خالد اليماني.
وقال هانت، أمس، إن "الخسائر البشرية للحرب في اليمن لا تُحصى، بين ملايين النازحين ومجاعة وانتشار أمراض وحمام دم مستمر منذ سنوات"، مؤكداً أن "الحل الوحيد الآن هو قرار سياسي بوضع السلاح جانباً واتباع السلام". وأكد أن "بريطانيا تتمتع بموقع فريد، بصفتها دولة عضوا في مجلس الأمن الدولي ومؤثرا أساسيا في المنطقة. لذلك أتوجه اليوم إلى الخليج لأطلب من كل الأطراف الالتزام بهذه العملية". وتابع "نشهد كارثة إنسانية من صنع الإنسان أمام أعيننا. الآن هناك نافذة لإحداث فرق والسير وراء عملية سلام للأمم المتحدة ولجهود المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي".
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن هانت سيبحث أيضاً في قضية البريطاني ماثيو هيدجز، المتّهم بالتجسّس في الإمارات.
يذكر أن الملك السعودي وولي العهد محمد بن سلمان التقيا أمس المبعوث الخاص لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، سايمون ماكدونالد، حيث جرت مناقشة "العلاقات الثنائية"، بحضور الجبير، بحسب ما ذكرت "واس"، صباح اليوم الإثنين.
وزيارة ماكدونالد هي الأولى لمسؤول بريطاني رفيع المستوى منذ مقتل خاشقجي. واستعرض اللقاء، "العلاقات الثنائية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية، من دون تفاصيل أخرى.
"ذا غارديان" تنتقد
في هذه الأثناء، اعتبرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم الإثنين، أن بريطانيا واصلت توددها للرياض، والذي يسير بوتيرة ثابتة، رغم جريمة قتل خاشقجي، وذلك من خلال اللقاءات التي يعقدها دبلوماسيون ومسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية مع نظرائهم السعوديين لمناقشة تمتين العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وقالت الصحيفة إن المباحثات تجري في وقت تدخل فيه لندن المرحلة النهائية من مفاوضات بيع الرياض المزيد من طائرات "تايفون" الحربية.
Twitter Post
|
وانتقدت الصحيفة سياسة بلادها في هذا الإطار، مسلطة الضوء على الكارثة في اليمن. وقالت إن مسؤولين في وزارتي الدفاع البريطانية والسعودية سيلتقون في معرض الطيران الدولي في البحرين خلال الأسبوع الحالي، علماً أنهم يتفاوضون على شراء السعودية 48 طائرة "تايفون"، بعدما تمّ توقيع مذكرة نوايا في هذا الإطار في آذار/مارس الماضي، وقد يبدأ الإنتاج مع بداية العام المقبل.
فصل الملفات
ويتسم موقف بريطانيا من السعودية بالفصل بين الملفات التي تدين السعودية على المستوى الدولي. فبينما كانت الحكومة البريطانية قد دانت اغتيال خاشقجي، وهددت بعقوبات ضد الرياض، فإنها رفضت أن تنعكس القضية سلباً على مبيعات الأسلحة، ودعم العملية العسكرية في اليمن.
وعلى الرغم من عدم ربط بريطانيا بين أزمة خاشقجي والحرب على اليمن، إلا أنها تأمل في أن يؤدي الحرج السعودي الدولي إلى دفع السعودية للقبول بوقف إطلاق نار في اليمن، قد يقود إلى محادثات سلام. إلا أن الجانب السعودي عزز من حملته العسكرية في محاولة للسيطرة على ميناء الحديدة في خطوة عقدت من مهمة مارتن غريفيث، المبعوث الدولي الخاص باليمن.
وكانت علاقات بريطانيا بالسعودية قد تعرضت لضغوط داخلية ومن مختلف الأحزاب السياسية البريطانية.
وكان وزير الخارجية هانت قد قال في جلسة استجواب برلمانية قبل أسبوعين أن جريمة اغتيال خاشقجي صادمة، إلا أنه رفض قطع العلاقات مع السعودية أو وقف صفقات مبيعات الأسلحة للمملكة أو الضغط عليها بهدف تحقيق تحول ديمقراطي في نظام حكمها. وقال حينها إن مثل هذه الخطوات ضارة، وإن "الوضع حرج في الشرق الأوسط، فهناك حرب بالوكالة بين إيران والسعودية في اليمن، ويمكن لهذه الحرب أن تتصاعد لصراع أكبر وأشد خطورة".
إلا أن هانت أكد أن الرد البريطاني على مقتل خاشقجي مرتبط بمدى التعاون السعودي مع التحقيق، ومدى مصداقية الضمانات بعدم تكرار مثل هذه الممارسات.
إلا أن إيميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل العمالية، علقت على زيارة هانت بقولها "سيكون مقلقاً جداً ألا تتعدى زيارة هانت حديثاً فارغاً، في وقت نحتاج فيه بشكل عاجل إلى فعل حاسم يحاسب السعودية على مقتل جمال خاشقجي، وينهي فوراً هجومها على ميناء الحديدة الذي يهدد حياة الملايين من المدنيين اليمنيين."
وتربط الحكومة البريطانية، وعدداً من السياسيين البريطانيين، وخاصة من حزب المحافظين، علاقات جيدة بالسعودية. فقد كانت مبيعات بريطانيا من الأسلحة للسعودية قد تضاعفت لتصل إلى قيمة خمسة مليارات جنيه إسترليني منذ التدخل العسكري السعودي في اليمن، عدا عن توفير الاستشارة العسكرية للقوات السعودية.
كما كان وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون قد توجه إلى مدينة جدة في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي في زيارة على حساب الحكومة السعودية، كلفت 14 ألف جنيه إسترليني. واضطر جونسون للإعلان عن الأموال التي تلقاها لأن القانون البريطاني يفرض على أعضاء البرلمان الإعلان عن الهدايا التي يتلقونها. وأتت زيارة جونسون قبل أيام من مقتل خاشقجي، ونقل عنه أن سببها كان ضمن جهود الوزير السابق لدعم تعليم النساء والفتيات.