وقال موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "زيارة يعالون المفاجئة تشكل خطوة استراتيجية لها دلالة، خاصة وإن الحديث يدور عن دولة إسلامية مجاورة لإيران، لا تبعد عن طهران أكثر من 545 كيلومتراً"، مضيفاً أن "يعالون شارك في معرض الأسلحة والصناعات العسكرية في أذربيجان وشجع الشركات الإسرائيلية على المشاركة في المعرض".
وأبرز الموقع اللقاءات التي عقدها يعالون مع قادة أذربيجان وثناءه على المعاملة التي يحظى بها اليهود في أذربيجان كدولة مسلمة.
وتولي إسرائيل أهمية استراتيجية للعلاقة مع أذربيجان بفعل جوارها لإيران، من جهة، ولكون أذربيجان من الدول الغنية بالطاقة، من جهة أخرى، وبفعل الدور الإسرائيلي في تطوير الصناعات الأمنية والعسكرية الأذربيجانية.
وتتبادل الدولتان المعلومات الاستخبارية، وتحرصان على تعاون أمني وثيق بينهما، يتيح لإسرائيل متسعاً من المجال للمناورات الاستراتيجية في مناطق حساسة.
وتسعى إسرائيل منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن الماضي إلى إقامة علاقات تجارية واقتصادية مع الدول الإسلامية مثل أوزبكستان وأذربيجان وكازاخستان، إلى جانب تطوير علاقاتها مع بلدان مثل جيورجيا، كسوق لخبراتها وأسلحتها وكدول مرشحة لاستخدام أراضيها وأجوائها، بسبب مساحاتها الشاسعة لتدريبات سلاح الجو الإسرائيلي.
وتحاول إسرائيل استغلال حالة التطور المتواصل لتلك الدول من أجل بيعها خبرات عسكرية وأسلحة متطورة، لدعم كساد الأسلحة الإسرائيلية، والعمل على إيجاد أسواق بديلة لمنتجاتها المدنية والزراعية، بديلاً للأسواق الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي التي تهدد بفرض مقاطعة على البضائع الإسرائيلية المصنعة في المستوطنات وداخل حدود العام 67، مقابل السعي للحصول على تأييد تلك الدول والعلاقة معها في المحافل الدولية، كالأمم المتحدة.
وفي السياق نفسه، أشار تقرير سابق لـ "يديعوت أحرونوت" في شهر يونيو/حزيران الماضي إلى عمق العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل عندما كشف الموقع أن القنصل السياسي لسفارة أذربيجان، محمد طاليبوب، أدار بنفسه عدة جلسات في المؤتمر الأخير للوبي اليهودي في الولايات المتحدة "ايباك".
ولفت الموقع إلى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين التي تطال أيضاً التعاون في مجالات الزراعة والسياحة والتكنولوجيا والأمن.
وكان تقرير سابق في مارس/آذار عام 2013 نشرته صحيفة "هآرتس" وخصص للتعاون الاستراتيجي والعسكري بين تل أبيب وأذربيجان، اعتبر الأخيرة بأنها تمثل البوابة الخلفية والسرية للوصول إلى طهران.
ولفت التقرير إلى أن التحالف الإسرائيلي الأذاري عمره عقدان من الزمن منذ انعتاق أذربيجان عن الاتحاد السوفييتي، لكنه ظهر إلى العلن قبل عامين فقط، من خلال التقارير الصحافية التي تحدثت عن أوجه مختلفة من التعاون بين البلدين عبر توظيف "العلاقات التاريخية بين أذربيجان والجاليات اليهودية التي عاشت فيها وبين إسرائيل اليوم، وعبر الاستفادة من القدرات التكنولوجية الإسرائيلية، والسعي للاستفادة من النفوذ الإسرائيلي في واشنطن".
كما تستغل إسرائيل مشاكل أذربيجان الحدودية مع جيرانها سواء في أرمينيا أم في إيران نفسها. وفي هذا السياق نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تصريحات للمستشار الإعلامي لرئيس أذربيجان، فؤاد أحندوف، بأن المرشد الإيراني، علي خامنئي، وهو من أصول أذارية أيضاً، لا يحب التعاون الوثيق بين إسرائيل وأذربيجان، معتبراً أن إسرائيل لا تشكل في نظر أذربيجان مشكلة، خاصة وأن نحو مئة ألف يهودي هاجروا من أذربيجان إلى إسرائيل ويقيمون علاقات تجارية واقتصادية مع أذربيجان، بينما تشكل إيران مشكلة.
ولا يخفي السفير الأذاري السابق، أسيم مولرزادا، في حديثه مع "هآرتس" المفارقة، في كون أذربيجان المسلمة صديقة لإسرائيل، بينما أرمينيا المسيحية معادية لها، مضيفاً أن العاصمة الأذارية، باكو هي البوابة الخلفية لطهران.
وضمن هذا السياق، تشكل أذربيجان الفك الثاني للكماشة الإسرائيلية لمحاصرة إيران، ولا سيما أن مسؤولين إسرائيليين صرحوا في أكثر من مناسبة بواقعية احتمالات تعاون بين إسرائيل "ودول الاعتدال العربي" ضد إيران مع الإشارة في أكثر من مناسبة إلى احتمالات استخدام الطيران الإسرائيلي للأجواء السعودية في طريقه إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية.