أكد وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، اليوم الأربعاء، أن التدخل الأميركي في سورية سيستمر لدحر تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيراً في الوقت نفسه إلى تفهم المخاوف التركية ومثمناً تعاونها مع واشنطن.
تيلرسون، وفي كلمة له من كاليفورنيا، لفت إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية دفع بالإدارة الأميركية إلى التدخل المباشر في سورية، التي اعتبرها مصدراً للتهديد الاستراتيجي والدبلوماسي للولايات المتحدة، مضيفاً "لا نقبل بأن تصبح سورية موطئ قدم للإرهابيين لتهديدنا أو تهديد حلفائنا".
كلام تيلرسون أتى في وقتٍ أعلن فيه التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، الذي تقوده الولايات المتحدة، عن اعتزام تشكيل قوة حدودية في الشمال السوري تشارك فيها المليشيات الكردية، الأمر الذي أعلنت تركيا رفضه، محذرة من أنه خطوة ستكون لها نتائج سلبية كبيرة، ودعت لإنهاء الدعم الأميركي للمليشيات الكردية فورا.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لا تنشئ جيشا جديدا أو قوة حرس حدود نظامية في سورية. وقالت في بيان "تواصل الولايات المتحدة تدريب قوات أمن محلية في سورية. يهدف التدريب إلى تحسين الأمن للنازحين العائدين إلى مناطقهم المدمرة".
وأضافت "هذا ضروري أيضا حتى لا يعاود داعش الظهور في المناطق المحررة وغير الخاضعة لسيطرة الحكومة. هذا ليس جيشا جديدا أو قوة حرس حدود نظامية".
إلى ذلك، وفي حين شنّ الوزير الأميركي هجوماً على رئيس النظام بشار الأسد، معتبراً أنه مهد لظهور "داعش" واستفاد من انتشاره في سورية، رأى أن "تدخل روسيا شجع الأسد على الاستمرار بحملته الوحشية ضد المدنيين وقصف شعبه بالبراميل المتفجرة والغازات السامة".
كذلك أشار إلى أن "الأسد انتهج سياسة التطهير العرقي، وشن حملة قمع في سورية بدعم إيران، كما سعى لهزيمة المعارضة بدعم من المليشيات المدعومة إيرانياً"، محذراً من أن النفوذ الإيراني بات يهدد كل المنطقة.
من جهة أخرى، أكد الوزير الأميركي ضرورة أن يكون هناك انتقال سياسي في سورية لما بعد مرحلة الأسد، لافتاً إلى أن إعادة إعمار سورية ستأخذ وقتاً طويلاً.
(العربي الجديد)