عاد تنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي تشكّل "جبهة النصرة" عموده الفقري، إلى ممارسة دوره في ابتلاع فصائل المعارضة السورية، والقيام بدور الميسّر لتنفيذ مخططات النظام بالقضاء على مكوّنات الثورة السورية عسكرياً وسياسياً ومدنياً. هذا التنظيم المصنّف إرهابياً، قضى على "حركة نور الدين الزنكي" وأزالها من خارطة الفصائل المسلحة المعارضة، مواصلاً دوره في القضاء على فصائل المعارضة التي عجز النظام عن إقصائها، وذلك بعد أن أنهى وجود عدد من الفصائل المسلحة المعارضة سابقاً كـ"جبهة ثوار سورية"، و"حركة حزم"، اللتين قضى عليهما نهائياً بعد أن استولى على أسلحتهما.
إلا أن دور "النصرة" لم يقف هذه المرة عند القضاء على فصيل عسكري معارض، وإنما جاء في توقيت سيطر فيه على مناطق استراتيجية، يسعى النظام، ومن خلفه روسيا، للسيطرة عليها، الأمر الذي يعطي النظام الذريعة الكافية للهجوم على تلك المناطق ثم إخضاعها، ما من شأنه أن يفصل محافظة إدلب عن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، كما من شأنه أن يوفر للنظام طريقاً دولياً استراتيجياً يصل شمال سورية وصولاً إلى الحدود التركية، بجنوبها. وسبق لـ"جبهة النصرة" أن قامت بحركة مماثلة في ريف حماة الشمالي، وفي ريف إدلب الشرقي، طردت من خلالها فصائل المعارضة، ثم انسحبت أمام قوات النظام لتمكّنها من التقدّم في تلك المناطق.
ولم يقتصر دور "النصرة" على القضاء على المعارضة عسكرياً، إذ قامت أخيراً باعتقال واغتيال عدد من النشطاء المدنيين الذين لا يزالون يمثّلون فكر الثورة السورية المدني، بالإضافة إلى سيطرتها على كل الحياة المدنية في إدلب من خلال ما يسمى "حكومة الإنقاذ"، وإقصاء الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض. هذا عدا عن مساهمتها في تقويض دور المعارضة السورية سياسياً منذ بداية تشكيلها، حين أعلنت "جبهة النصرة" انتماءها لتنظيم "القاعدة" عشية اجتماع دول ما يعرف بأصدقاء الشعب السوري، الأمر الذي أربك المعارضة سياسياً بسبب وجود التنظيم ضمن مناطق سيطرتها.
بات الدور الذي يقوم به تنظيم "هيئة تحرير الشام" واضحاً وعلنياً في خدمة مخططات النظام وإيران، اللذين يبدو أن لديهما أدوات تحكّم في هذا التنظيم، الأمر الذي يحتم على فصائل المعارضة التعامل مع هذا الأمر بجدية وألا تسمح لهذا التنظيم بالقضاء عليها الواحدة تلو الأخرى.
إلا أن دور "النصرة" لم يقف هذه المرة عند القضاء على فصيل عسكري معارض، وإنما جاء في توقيت سيطر فيه على مناطق استراتيجية، يسعى النظام، ومن خلفه روسيا، للسيطرة عليها، الأمر الذي يعطي النظام الذريعة الكافية للهجوم على تلك المناطق ثم إخضاعها، ما من شأنه أن يفصل محافظة إدلب عن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، كما من شأنه أن يوفر للنظام طريقاً دولياً استراتيجياً يصل شمال سورية وصولاً إلى الحدود التركية، بجنوبها. وسبق لـ"جبهة النصرة" أن قامت بحركة مماثلة في ريف حماة الشمالي، وفي ريف إدلب الشرقي، طردت من خلالها فصائل المعارضة، ثم انسحبت أمام قوات النظام لتمكّنها من التقدّم في تلك المناطق.
ولم يقتصر دور "النصرة" على القضاء على المعارضة عسكرياً، إذ قامت أخيراً باعتقال واغتيال عدد من النشطاء المدنيين الذين لا يزالون يمثّلون فكر الثورة السورية المدني، بالإضافة إلى سيطرتها على كل الحياة المدنية في إدلب من خلال ما يسمى "حكومة الإنقاذ"، وإقصاء الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض. هذا عدا عن مساهمتها في تقويض دور المعارضة السورية سياسياً منذ بداية تشكيلها، حين أعلنت "جبهة النصرة" انتماءها لتنظيم "القاعدة" عشية اجتماع دول ما يعرف بأصدقاء الشعب السوري، الأمر الذي أربك المعارضة سياسياً بسبب وجود التنظيم ضمن مناطق سيطرتها.
بات الدور الذي يقوم به تنظيم "هيئة تحرير الشام" واضحاً وعلنياً في خدمة مخططات النظام وإيران، اللذين يبدو أن لديهما أدوات تحكّم في هذا التنظيم، الأمر الذي يحتم على فصائل المعارضة التعامل مع هذا الأمر بجدية وألا تسمح لهذا التنظيم بالقضاء عليها الواحدة تلو الأخرى.