وطالب حفتر، في كلمته التي ألقاها من معسكره الرئيس في الرجمة شرق البلاد، مقاتليه بــ"الصبر والثبات"، وركز خلالها على رفع معنويات مليشياته التي تعاني من إخفاقاتها المتكررة.
وأعلنت قوات الجيش بقيادة حكومة الوفاق، مساء أمس السبت، تمكنها من استرداد معسكر النقلية بطريق المطار، تزامناً مع استعادة سيطرتها على كوبري القربولي، وسط خسائر واسعة في صفوف قوات حفتر التي أُجبرت على التراجع لمواقعها السابقة جنوب طرابلس.
وبحسب مصدر عسكري مطلع، فقد اعتمدت عملية حفتر الجديدة، أمس السبت، على "مليشيات الكانيات" في ترهونة التي تعمل تحت مسمى "اللواء التاسع" ومقاتلي اللواء 73 الذي ينضوي ضمنه مقاتلو مليشيات قبلية مختلفة ومرتزقة أفارقة إلى جانب إسناد جوي من قبل طيران حفتر.
وبحسب تصريحات المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش بقيادة الحكومة، محمد قنونو، لــ"العربي الجديد" فإن الهجوم جاء لتعويض الخسائر التي منيت بها مليشيات حفتر في قاعدة الجفرة، ومحاولة إرباك قوات الجيش حتى لا تتمكن من إسقاط قاعدة الجفرة.
وأوضح مكتب الإعلام الحربي التابع للجيش أن قوات الجيش صدت هجوم حفتر في عدة محاور وتمكنت من استرداد معسكر النقلية وكوبري القربولي بعد أن تسللت إليها عناصر من مليشيات حفتر، مؤكدا أن قوات الجيش تقدمت إلى ما بعد النقلية باتجاه منطقة الرملة القريبة من المطار جنوب طرابلس.
وفيما أشار المكتب إلى مقتل وأسر عدد من مقاتلي حفتر، أكد مقتل قياديين بارزين خلال الاشتباكات، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات والعتاد العسكري جنوب طرابلس وبالقرب من نسمة جنوب غرب طرابلس.
ويقول الخبير العسكري الليبي، محيي الدين زكري، إن معركة الأمس تؤكد استعداد قوات حكومة الوفاق لصد أي محاولة، ما يعني استحالة السيطرة على العاصمة، مضيفاً أن "كل التقديرات العسكرية تؤكد فشل حفتر في السيطرة على العاصمة".
وأكد زكري في حديثه لــ"العربي الجديد" على أهمية السيطرة على معسكر النقلية كونه نقطة استراتيجية عسكرية على طريق المطار، وهو أقرب الطرق المؤدية إلى قلب العاصمة في أكثر من اتجاه.
كما اعتبر زكري أن عملية الأمس كانت تستهدف قوة مصراته بالدرجة الأولى، مؤكداً أنها آخر مؤشرات فشل حفتر العسكري. وفيما يؤكد زكري على أن معركة الأمس "انتكاسة جديدة لحفتر"، يرى الباحث في الشؤون السياسية الليبي، سعيد الجواشي، من جانبه أن معركة الأمس سيكون لها آثارها الكبيرة على تغير المواقف الدولية.
ورجح الجواشي أن تأكيد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، خلال لقائهما أمس في العاصمة التونسية، على ضرورة وقف الحرب جنوب طرابلس واستعادة دور العملية السياسية، جاء نتيجة لفشل حفتر في حربه على طرابلس.
ويذهب الجواشي إلى الاعتقاد بأن محاولات حفتر العسكرية الحالية تأتي للمحافظة على مواقعه غرب البلاد سواء في الجفرة أو في ترهونة ومحيط طرابلس، مؤكداً أن "حفتر بات متخوفاً من سقوط مواقع أخرى غرب البلاد".
وبعد خسارة حفتر لمدينة غريان، لم يتبقَّ له في قواعده الأمامية سوى ترهونة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من طرابلس، وتضم اللواء السابع المؤلف من أغلبية مقاتلي أنصار النظام السابق، الذين يسيطرون على أجزاء من قصر بن غشير وعين زاره والزطارنة في وادي الربيع وكلها أحياء متاخمة لترهونة.
وفي المواقع الخلفية، تعتمد قوات حفتر على قاعدة الجفرة مركزاً رئيساً لقيادة عملية طرابلس، وفيها تتركز أغلب قواته، بالاضافة إلى حصوله على دعم من مناطق الرجبان وجزء من الزنتان وصرمان وصبراته، لكنها لا تمثل ثقلاً عسكرياً واستراتيجياً كبيراً بالنسبة لطرابلس.