كشف المتحدث باسم ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي تأسس حديثاً ويتبنى انفصال جنوب اليمن، سالم ثابت العولقي، عن تصريحات أدلى بها قائد القوات الإماراتية ضمن التحالف العربي في محافظة حضرموت اليمنية، العميد الركن مسلم الراشدي، يتهم فيها الحكومة الشرعية بوضع عراقيل أمام التحالف.
جاء ذلك في بيان نشره العولقي على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، وتحدث فيه عن ملخص نتائج لقاءات شهدها الأسبوع الجاري، بين "شخصيات اجتماعية وقبلية بمحافظة شبوة، وقيادة التحالف العربي في منطقة بلحاف (النفطية)".
وقال إن "اللقاءات كرست لمناقشة أوضاع محافظة شبوة والمستجدات الأخيرة فيها"، موضحاً أنها ستستمر خلال الأيام القادمة مع عدة جهات قبلية بشبوة، كما أكد أنه "مثّل التحالف العربي في هذه اللقاءات قائد القوات الإماراتية بحضرموت".
وكشف الناطق باسم "المجلس الانتقالي" الذي تأسس في عدن، في مايو/أيار الماضي، بدعم من أبوظبي، عن أبرز ما أدلى به قائد القوات الإماراتية خلال اللقاءات التي انعقدت في شبوة، وقال إن الأخير "تحدث عن الشرعية وإدارتها السيئة التي وضعت الكثير من العراقيل أمام قيادة التحالف العربي".
إلى ذلك، تحدث القائد الإماراتي، وفقاً للمصدر، عن تكوين ما يُعرف بـ"قوات النخبة الحضرمية" و"الشبوية"، والتي تأسست حديثاً بدعم التحالف، وقال "بناء النخبة يتكون من أبناء الجنوب فقط، وأن بناءها بهذا الشكل في عدة محافظات، مرحلة مؤقتة، وسيتم دمج جميع قوات النخبة مستقبلاً في عموم محافظات الجنوب".
وتعد محافظة شبوة النفطية من أبرز المحافظات التي ينشط فيها تنظيم "القاعدة"، وينفذ فيها هجمات بين الحين والآخر. وفي السياق، نقل المتحدث عن القائد الإماراتي تأكيد الأخير "على ضرورة أن يقوم المجتمع بدوره في مكافحة ونبذ الإرهاب، من خلال عدم السماح لشبابه بالالتحاق بالتنظيم"، مضيفاً أن "التحالف غير مسؤول عما يلحق بأفرادهم، لذا فعلى من انضم أبناؤهم إلى تلك التنظيمات المتطرفة، سحبهم أو التبرؤ منهم".
وتتولى الإمارات واجهة عمليات وعمل التحالف في جنوب اليمن، وتتوجه إليها اتهامات من أوساط منتقدين بأنها تمارس سياسة أقرب لكونها "احتلالاً"، مع قيامها بدعم واضح لتيارات في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، وكذا ترتيب تبني سياسات لتنفيذ أجندتها وأولوياتها بما في ذلك التضييق على حزب الإصلاح (المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين)، على الرغم من كونه أحد أكبر الأحزاب في صف الشرعية.
على صعيد آخر، أعلنت مصادر حكومية يمنية، اليوم، أن قوات الجيش الموالية للشرعية مدعومة من التحالف، تمكنت من السيطرة على "معسكر خالد بن الوليد"، الذي يعد من أهم المعسكرات الواقعة في جبهة المخا الساحلية، القريبة من "باب المندب"، غرب تعز.
وقالت مصادر عسكرية في قوات الشرعية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش اليمني نفذت هجوماً واسعاً من المحور الشمالي الغربي باتجاه معسكر خالد بن الوليد، وأن معارك عنيفة اندلعت عقب الهجوم امتدت إلى البوابة الغربية للمعسكر ومركز القيادة، بدعم غطاء جوي لطيران التحالف.
وذكرت المصادر أن القوات الحكومية، في هذه الأثناء، تكثف من هجومها على المواقع التابعة للقوات الانقلابية في محيط البوابة الغربية للمعسكر، وبالقرب من مركز قيادة المعسكر، تمهيداً لاقتحامه، وتحرير مواقع المعسكر من الداخل.
وشنت القوات الشرعية هجمات مكثفة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في أطراف منطقة الهاملي وعلى طريق الحديدة، شرقي موزع، غربي تعز، كما انتزع الفريق الهندسي في قوات الشرعية عشرات الألغام في تلك المناطق.
وفي غضون ذلك، أفاد موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، بنسختها التابعة للشرعية، بأن الرئيس عبدربه منصور هادي، بارك خلال اتصال هاتفي مع قائد المنطقة الرابعة، اللواء فضل حسن، "الانتصارات" في تعز "وسيطرتهم الكاملة على معسكر خالد بن الوليد".ونقلت الوكالة عن هادي قوله إن "عجلة التغيير لن تعود للخلف، وأن بشائر النصر الأكبر تلوح في الأفق على المليشيا الانقلابية، بفضل تضحيات جميع الشرفاء من أبناء الوطن بمساندة أخوية كبيرة من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
ويعد معسكر "خالد بن الوليد"، من أهم المعسكرات التي تحتل أهمية "استراتيجية"، ويقع في مديرية موزع، بمفرق المخا، قرب الساحل الغربي لمحافظة تعز.
وكانت قوات الشرعية، المدعومة من التحالف، بدأت منذ أشهر بالتقدم في اتجاه "معسكر خالد"، وخاضت خلال الفترة الماضية معارك عنيفة مع مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم الموالين لعلي عبدالله صالح، الذين كانوا يسيطرون على المعسكر.
الجدير بالذكر أن قوات الشرعية والتحالف أعلنت مطلع العام الجاري بدء عملية "الرمح الذهبي" للسيطرة على المناطق الساحلية اليمنية القريبة من "باب المندب"، وحققت تقدماً بالسيطرة على أبرز مناطق ذوباب والمخا الساحلية.