أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أنّ تعزيز الثقة والتعاون بين الحلفاء والشركاء، سيقضي على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويزيل العوامل التي تؤدي للهجرة الجماعية غير الشرعية.
وفي مقالٍ كتبه لصحيفة "واشنطن بوست"، عن العلاقات التركية الأميركية تحت عنوان "تركيا تستحق الأفضل من الولايات المتحدة الأميركية"، أشار جاووش أوغلو إلى أن حلفاء وشركاء واشنطن، يترقّبون كيفية تحديد الولايات المتحدة موقعها عالمياً، بعد بدء الرئيس المنتخب دونالد ترامب بمهامه، لافتاً إلى أن "الأمن المشترك، واقع اليوم تحت تهديدات خطيرة، ومعقدة، وغير تقليدية".
وحذر من أنه "في حال لم تتم السيطرة على الأمن المشترك، فإن المجتمع ككل معرض لزعزعة استقراره، جراء التهديدات مثل زيادة الإرهاب، والتطرف، والهجرة الجماعية".
وأشار جاووش أوغلو، إلى أن تجديد الثقة مع حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، سيكون قراراً جيداً، معرباً عن أسفه لكون العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة تمر بمرحلة مضطربة جداً.
ولفت إلى أن الرأي العام التركي يعيش خيبة أملٍ حيال السياسات الأميركية التي تهم الجميع، مرجعاً أسباب ذلك، إلى "إصرار واشنطن على العمل مع حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري للعمال الكردستاني، الذي يشن هجمات وحشية في تركيا".
واشتكى جاووش أوغلو من أن الولايات المتحدة أدانت المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الماضي، بعد أربعة أيام، وأن زيارة مسؤول رفيع المستوى إلى تركيا لإظهار التضامن جاءت بعد مرور 40 يوماً.
وأشار أيضاً إلى أن "تركيا التي تعرّضت إلى سيل من الانتقادات بسبب التدابير التي اتخذتها، مضطرة للحيلولة دون وقوع تهديد آخر لنظامها الديمقراطي والدستوري، في حين يعيش فتح الله غولن بحريّة بقصره في الولايات المتحدة الأميركية، ويدير من بنسلفانيا منظمته الإرهابية التي تملك مليارات الدولارات".
وأكد أن تركيا اليوم أصبحت من جديد سداً أمام التهديدات الخطيرة للغاية التي يواجهها التحالف عبر الأطلسي، بما فيها الهجرة الجماعية والإرهاب، مضيفاً "تركيا أثبتت لمرات عديدة أنها حليف فعّال، في مسألة محاربة الأعداء، وأن مكافحة أنقرة لتنظيم "داعش" واضحة للعيان".
وشدد الوزير التركي على أن بلاده التي "تعد دولة ديمقراطية بأغلبية مسلمة، في منطقة غير مستقرة، تواجه في نفس الوقت تهديدات حقيقية، بحاجة إلى ولاء وتضامن من حلفائها"، مشيراً إلى العمل مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في سورية، لتحقيق الاستقرار فيها، معرباً عن أمله في أن يتم الالتزام بالهدنة، وأن تساعد جميع الأطراف بما فيها الحلفاء في ذلك.