وذكر مصدر محلي في ريف دير الزور، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم بدأ بتفجير وهدم غالبية الأبنية العالية في ريف دير الزور الخاضع لسيطرته، بسبب ارتفاعها وخوفا من تنفيذ إنزالات جوية عليها".
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "داعش أفرغ، يوم أمس، مشفى بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، وذلك خوفاً من عمليات إنزال جوي متوقعة، نتيجة ارتفاع المبنى وأهميته وإشرافه على عدة جهات، تزامنا مع إفراغ مبنى الأعلاف في أطراف البلدة وتفجيره، إضافة إلى تدمير كل المباني العالية في المنطقة".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي عامر هويدي لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم يدمّر ما تبقى من بنية تحتية في دير الزور، بالاتفاق مع النظام السوري"، منوهاً إلى أن "ادعاء التنظيم في تبريره لعمليات الهدم كاذبة".
وأشار هويدي إلى أنّ "التنظيم صادر اليوم عشرة منازل في بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي، وهذه المنازل تعود ملكيتها لأشخاص سوريين يعيشون حالياً خارج مناطق سيطرة التنظيم"، لافتاً إلى أنه "لم يتبق في تلك المناطق من السوريين إلا بضع عوائل، حيث يقوم تنظيم الدولة بتوطين غير السوريين من عناصره هناك في سعي إلى "تغيير هوية المحافظة".
وكان "داعش" قد أصدر سابقاً قانوناً يحرم على المدنيين العيش في أراض لا تتبع سيطرته، وتتم مصادرة منزل كل من يخالف ذلك القانون بحجة "تحريم عيش المسلم في أراض خارج سلطة الخلافة".
في السياق نفسه، شدّد هويدي على أنّ "التنظيم يعمل على هدم ما تبقى في دير الزور من بنى تحتية، ويعمد إلى تغيير هوية السكان بالتعاون مع النظام السوري والطيران الدولي والطيران الروسي".
يذكر أن طيران التحالف الدولي والطيران الروسي دمّرا مؤخراً معظم الجسور التي تصل أطراف دير الزور ببعضها، عبر مرورها فوق نهر الفرات وبعض الوديان.
وتسبب ذلك في معاناة كبيرة لمن تبقّى من المدنيين في المحافظة، حيث يضطرون إلى عبور النهر عبر عبّارات وطوافات بدائية الصنع، بينما قُتل العديد منهم جراء استهداف تلك الطوافات من قبل الطيران الحربي.
ويسهم تدمير البنى التحتية في دير الزور في زيادة معاناة المحاصرين من قبل التنظيم والنظام السوري، على حد سواء، حيث يسيطر "داعش" على كامل ريف دير الزور، فيما يتقاسم السيطرة مع النظام السوري في المدينة.