وقال دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي عقده بجنيف، إنه لم يطلب أي لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال زيارته إلى دمشق، بل سيلتقي فقط وزير خارجية النظام وليد المعلم ونائبه، بحسب قوله. وشدّد على أن الجولة التالية من المحادثات حول سورية في جنيف يجب أن تقود بشكل ملموس لبداية حقيقية لانتقال سياسي.
ورفض دي ميستورا الإفصاح عن مضمون جدول أعماله بخصوص زيارته لدمشق، خصوصاً الجزء المتعلق بمحاولة فرض النظام السوري لأجنداته الخاصة بالانتخابات في سورية، واكتفى بالقول إن أي عملية سياسية مستقبلاً في سورية يجب أن تحتكم للقرارات الدولية. وأشار إلى أنه سيتوجه إلى طهران أيضاً لبحث الحلّ السياسي.
وعن درجة رضاه عن وقف إطلاق النار في سورية، عبّر المبعوث الأممي عن عدم رضاه التام على نتائجه، لكنه استدرك قائلاً إنه "عندما تتأمل واقع سورية كل يوم وكل ليلة، وكيف كانت تتم عمليات القصف والقتل، التي كانت تُسقط ما بين 100 إلى 120 ضحية وجلّهم من المدنيين، وترى أنه في غضون 48 ساعة باتت التجاوزات تقتصر على معارك ميدانية يتم احتواؤها، فإنك تجد تقدماً ملموساً، والأكيد لست راضياً تماماً عليه".
واستبعد دي ميستورا زيارة تركيا والمملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة، غير أنه كشف عن وجود مسؤولين كبار من الأمم المتحدة حالياً بالرياض للتواصل مع الجهات المعنية بالقضية السورية. كما ذكر، أنه سيتشاور مع المسؤولين الأتراك والسعوديين والأردنيين واللبنانيين، بالإضافة إلى زيارة طهران.
وتطرق المبعوث الأممي لقضية المعتقلين في سورية، وخص بالذكر منهم "المحتجزين داخل أقفاص فوق السطوح بالغوطة الشرقية"، وشدد على أنه سيتابع هذا الأمر، ويفرض طرحه بشكل يومي حتى تنتهي أزمتهم.
موسكو.. "مصير الأسد" من الماضي
من جهته، ذكر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنه لا تجري مناقشة مسألة مصير الرئيس السوري، بشار الأسد، حالياً، معتبراً أنها باتت "في الماضي"، على حد تعبيره.
وقال غاتيلوف لوكالة "نوفوستي"، "يمكنني القول إن مسألة مصير الأسد لا تناقش بأي شكل من الأشكال حالياً، ومجموعات المعارضة الأكثر راديكالية فقط تربط مشاركتها في المفاوضات برحيل الأسد. لكن يمكن القول إن هذه المسألة في الماضي".
وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن العملية العسكرية الروسية عززت جهات السلطة "الشرعية" في سورية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحديث عن حدوث تحول جذري سابق لأوانه.
وقال بوتين خلال المنتدى الإعلامي لـ"الجبهة الشعبية لعموم روسيا"، في سانت بطرسبورغ، إن "الحديث عن وقوع تحول جذري سابق لأوانه، ولكننا نفذنا مهمتنا، وهذا أمر بديهي". وأضاف "كانت مهمتنا بالدرجة الأولى هي تعزيز الدولة في سورية وجهات السلطة الشرعية"، على حد قوله.
وأشار بوتين، إلى أنه حتى بعد سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية من سورية، "يواصل الجيش السوري عملياته الهجومية النشيطة ويحرر، بدعم منا، بلدات سكنية جديدة واحدة تلو الأخرى"، معتبراً أن الأولوية لتنظيم العمل على التسوية السياسية. وتابع قائلاً "أثبتت التطورات الأخيرة في سورية أن روسيا قادرة على تسوية مشكلات ليس في جوارها فحسب، وإنما أيضاً بعيداً عن حدودنا".
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، إن باريس ألقت باللوم على الحكومة السورية في انتهاك الهدنة والحيلولة دون تحسن الأوضاع الإنسانية. وقال رومان نادال، في إفادة صحافية يومية: "تدين فرنسا انتهاكات وقف الأعمال القتالية المسؤول عنها النظام والقيود الموضوعة في وجه المنظمات الإنسانية". وأضاف أن الوضع في عدد من البلدات التي تحاصرها الحكومة مثير للقلق، خصوصاً بلدة داريا.