وأشارت القناة العبرية إلى أن ترامب يخطط للإعلان عن أن الولايات المتحدة ترفض حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، إلى جانب التأكيد على رفض واشنطن التعريف الذي تقدمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا" لنفسها، ووقف تحويل الدعم المالي لمؤسسات "الأنروا" في الضفة الغربية.
وبينت القناة أن ترامب سيؤكد بأن الولايات المتحدة تعترف بوجود اللاجئين الذين ولدوا قبل العام 1948 فقط، إلى جانب رفض منح مكانة "لاجئ" لأبنائهم وأحفادهم.
ويتضح مما كشفته القناة أن إدارة ترامب تزايد على إسرائيل في كل ما يتعلق بالموقف من قضية اللاجئين، إذ ستطالب واشطن تل أبيب بأن تعيد النظر في موقفها من مكانة "الأنروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك لضمان إقناع الدول العربية بعدم دفع المستحقات المالية للوكالة في حال توقفت الولايات المتحدة عن دفعها.
ونقلت القناة عن مصدر في "مجلس الأمن القومي" الأميركي قوله إنّ "البيت الأبيض سيعلن عن موقفه من قضية اللاجئين في الوقت المناسب".
وقد قوبل ما كشفت عنه القناة الإسرائيلية بردود مرحبة داخل إسرائيل، إذ امتدح وزير المالية السابق وزعيم حزب "يوجد أمل" يائير لبيد التوجه الأميركي، وكتب على حسابه على "تويتر": "في حال كان الخبر المتعلق بإلغاء حق العودة للفلسطينيين صحيحاً، فإن هذه الخطوة صائبة ومحقة، وهذا ما كان يتوجب على العالم أن يفعله قبل 40 عاماً. أتمنى أن يصدر البيت الأبيض قريباً بياناً بهذا الشأن".
وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد كشفت قبل 3 أسابيع فحوى رسائل إلكترونية بعث بها، جاريد كوشنر، صهر ومستشار ترامب لعدد من كبار موظفي البيت الأبيض، حيث دعا فيها إلى "إنهاء عمل الأنروا لأنها تعمل على تأبيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال تخليد قضية اللاجئين". ووصف كوشنر في مراسلاته "الأنروا" بأنها "مؤسسة يعتريها الفساد ولا تسهم في توفير حل سياسي للصراع بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل".
ويأتي الكشف عن التوجه الأميركي بعيد إعلان الإدارة الأميركية أول أمس قطع مساعدات "إنسانية" للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بقيمة 200 مليون دولار.
وفي حال أقدمت الولايات المتحدة على وقف المساعدات المالية المخصصة لمؤسسات "الأنروا" في الضفة الغربية فقط، فإن هذا يمثل استجابة لموقف المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل اللتين طالبتا واشنطن بعدم المس بموازنة مؤسسات الوكالة في قطاع غزة، خشية أن تسفر الخطوة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل أكبر، مما يعزز من فرص انفجار مواجهة عسكرية مع حركة "حماس".
ويذكر أن نخبا سياسية ووسائل إعلام إسرائيلية قد توقعت أن يعلن ترامب رفض حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وذلك بعيد إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتراهن نخب اليمين الحاكم في تل أبيب على أن يفضي تدهور مكانة ترامب الداخلية في أعقاب إدانة كبار مساعديه ومستشاريه إلى دفعه إلى تبني المزيد من المواقع المتماهية مع حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، من أجل استرضاء مؤيدي إسرائيل في الكونغرس والمنظمات اليهودية.