زعيم "طالبان" يستبعد وقف إطلاق النار قريباً بأفغانستان.. والمبعوث الأميركي يتوجه للمنطقة
أكد زعيم "طالبان"، هيبة الله أخوند زاده، اليوم السبت، أن الحركة لن تعلن قريبا وقفا لإطلاق النار، وذلك رغم توّجه الموفد الأميركي الخاص زلماي خليل زاد إلى المنطقة لإجراء جولة محادثات جديدة.
وفي رسالة نادرة وجّهها قبيل انعقاد جولة محادثات سابعة بين الحركة والوفد الأميركي المفاوض، حذّر زعيم "طالبان" القوات الأجنبية المنتشرة في أفغانستان من أن مصيرها "الهزيمة المحتمة"، إلا أنه أكد أن الحركة ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة.
وقال أخوند زاده، في رسالة بمناسبة قرب حلول عيد الفطر، إن "المقاومة ضد الاحتلال تقترب من مرحلة النجاح".
وأضاف: "لا يتوقعنّ منّا أحد تهدئة جبهات الجهاد أو نسيان 40 عاما من التضحيات قبل الوصول إلى أهدافنا".
ويقود أخوند زاده الحركة منذ مقتل زعيمها السابق أختر منصور في عام 2016 في غارة أميركية بطائرة مسيّرة.
والعام الماضي، التزمت "طالبان" وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة العيد، وكان الكثير من الأفغان يعلّقون آمالهم على هدنة أخرى هذه السنة.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد دعا إلى وقف لإطلاق النار، في أنحاء البلاد كافة، عند بدء شهر رمضان، لكن طالبان رفضت عرضه.
ومن واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية السبت أن الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد قد انطلق الجمعة في جولة تستمر 17 يوما سيزور خلالها أفغانستان وباكستان وألمانيا وبلجيكا والإمارات.
وسيستأنف السياسي المخضرم الأفغاني الأصل الذي يقود مساعي البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان، المحادثات مع طالبان في الدوحة، بعد توقفها لمدة شهر في محاولة "لدفع عملية السلام قدمًا"، وفق بيان وزارة الخارجية.
وأعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد سهيل شاهين، الشهر الماضي، عن انتهاء الجولة السادسة من المفاوضات في الدوحة، برعاية قطرية، بين حركة "طالبان"، برئاسة رئيس فريق مفاوضيها شير محمد عباس ستانكزاي، ووفد التفاوض الأميركي برئاسة خليل زاد.
ووصف شاهين حينها، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، جولة المفاوضات بأنها كانت إيجابية وبناءة، قائلا إن الطرفين استمعا إلى بعضهما بعضاً خلال المفاوضات بعناية وصبر. وقال "لقد تم إحراز بعض التقدم في مشروع الاتفاق الذي تم إعداده في الجولة الأخيرة من المفاوضات، وإن الجانبين سيتشاوران مع قادتهما ويناقشان النقاط المتبقية في الجولة المقبلة من المفاوضات".
وترفض حركة "طالبان" التفاوض حول وقف إطلاق النار في أفغانستان، أو الحوار مع ممثلين للحكومة الأفغانية، قبل التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي، حول جدول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، والاتفاق على "الضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بالآخرين".
وسيبدأ خليل زاد جولته في باكستان، التي كانت الداعم الأبرز لطالبان قبل هجمات 11 أيلول/سبتمبر، واستخدمت علاقاتها بالحركة لتسهيل إجراء محادثات معها.
وفي كابول، سيلتقي خليل زاد ممثلين للمجتمع المدني والمجموعات الحقوقية النسائية، التي أعربت خصوصا عن مخاوف مرتبطة باحتمال اضطلاع طالبان بدور أكبر في الحياة السياسية في البلاد.
وكان رئيس أفغانستان السابق حميد كرزاي أفاد الجمعة من طريق الخطأ بأنّ حركة طالبان أعلنت وقفا جديدا لإطلاق النار بعد سماعه رسالة قديمة كان المتمردون نشروها العام الماضي.
وأثار إعلان كرزاي موجة التباس في أفغانستان بحيث سارعت وسائل الإعلام إلى إطلاق تغريدات وأخبار عاجلة بشأن الهدنة المزعومة.