واعتقلت قوة من الأمن المصري، فجر الأحد، عبد العظيم، بعد اقتحام منزله بضاحية التجمع الخامس، شرقي القاهرة، من قبل ملثمين، وتحطيم محتوياته، في إطار هجمة مسعورة من قبل النظام بحق معارضيه، قبيل إعلان السيسي عن حزمة من الإجراءات الاقتصادية المتعلقة بزيادة أسعار الوقود والطاقة، طبقاً لاتفاق حكومته مع صندوق النقد الدولي.
ويحسب لعبد العظيم مراجعة مواقفه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، والاعتذار عما بدر منه بحق المنتمين للثورة، وتأييده سلطة الانقلاب على محمد مرسي، إذ نشر في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي صورة للأخير وهو يرتدي زي الإعدام داخل قفص زجاجي خلال إحدى جلسات محاكمته، معلقاً: "هل تسببنا في ظلمك؟ هل حجم الخطأ يوازي تلك الأحكام؟!".
وأضاف عبد العظيم، في تغريدة له على موقع "تويتر": "أقارن بين أخطائك في عام، وأخطاء السيسي في 4 أعوام؟ وهل لو كنت مثل السيسي، قمعت، وسجنت من يتظاهر ضدك.. هل كان هذا مصيرك؟!"، متابعاً "هل العدل هو ما نحن فيه الآن؟ في يوم من الأيام قطعناك (هاجمناك) عشان كنت هاتتنازل عن جزء من سيناء، وطلع كله كذب!".
وفي مطلع يناير/ كانون الثاني 2016، كشف عبد العظيم كواليس اجتماعات تشكيل قائمة "في حب مصر"، التي انبثق عنها ائتلاف الغالبية النيابية، داخل مقر الاستخبارات العامة، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية نهاية عام 2015، بحضور المستشار القانوني للسيسي، محمد بهاء أبو شقة، ونجله محمود، بناءً على دعوة موجهة إلى الحاضرين من رئاسة الجمهورية.
ونشر عبد العظيم تغريدات موجهة إلى الحاضرين في هذه الاجتماعات، إبان تمرير البرلمان لاتفاقية التنازل عن الجزيرتين، قائلاً للبرلماني عماد جاد: "كنت في اجتماع المخابرات لتشكيل البرلمان، أناشد ضميرك يا عماد.. إلا التفريط في الأرض"، مضيفاً "محمد أبو شقة: مهندس اجتماع المخابرات، الذي عيّن السيسي والدك في البرلمان.. إلا التفريط في الأرض".
كما ناشد عبد العظيم القائمة التي شملت وكيل البرلمان الحالي، محمود الشريف، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، أسامة هيكل، ومؤسس حركة تمرد، محمود بدر، والنواب عبد الهادي القصبي، وطارق الخولي، وآمنة نصير، وطاهر أبو زيد، وأحمد سعيد، والمذيع أسامة كمال، والرائد أحمد شعبان (موفد الرئاسة لاجتماع المخابرات) بعدم التفريط في الأرض.
وقبيل مؤتمر الشباب الأخير، طرح تساؤلاً على هاشتاغ "#اسال_الرئيس: "بجد إيه شعورك، وأنت فزت بانتخابات وهمية، وأقصيت كل منافسيك بالبلطجة، والتهديد، والحبس.. وسخرت كل إمكانيات الدولة لصالحك، وخليت الموظفين ينتخبوك بالعافية، وجيبت مرشح كومبارس؟ أنا لو مكانك أكيد هاحتقر نفسي، ولا يمكن أشعر بيني وبين نفسي إني محترم!".
فيما أشاد عبد العظيم بانسحاب الحقوقي خالد علي من "مسرحية الرئاسيات"، بقوله: "عاشت مصر حرة مستقلة كريمة.. دولة الظلم ساعة، وغداً لناظره قريب.. تحية لكل الشباب اللي اشتغل في الحملة، والجميع يعلم كم المجهود والإخلاص الذي بذلتموه.. لن يضيع مجهودكم هدر، والمستقبل لكم، ولكل شباب مصر الحالم بالتغيير.. رغم حكم العسكر، الذي سنسمع نهايته قريباً".
وكان المحامي المدفوع من النظام، سمير صبري، قد تقدم ببلاغ للنائب العام، ونيابة أمن الدولة العليا، يتهم فيه عبد العظيم بـ"دعم دولة قطر ضد مصر، والظهور فى ثوب المدافع عن قطر وأميرها، وتناسى دماء الضحايا من القوات المسلحة والشرطة، بدلاً من الاصطفاف الوطني في ظل الحرب الشرسة التي تخوضها الدولة على الإرهاب".
وأضاف صبري، في بلاغه، أن عبد العظيم سخر في تغريداته من إجراءات رباعي الحصار ضد قطر، وتناقضاتها، واتهم وسائل إعلام مصرية بتلفيق الأزمة، مدعياً أن مسؤول حملة الشباب السابق للسيسي يملك رصيداً طويلاً من التناقض، والتحركات المشبوهة، من خلال تصريحاته في البرامج الحوارية، أو عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر".