رغم تعاونه مع التحقيق المرتبط بالتدخل الروسي في انتخابات عام 2016، أصدر القضاء الأميركي، اليوم الأربعاء، حكماً بالسجن ثلاثة أعوام على مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وقبيل النطق بالحكم، شنّ كوهين هجوماً لاذعاً على الرئيس الأميركي أثناء طلبه تخفيف الحكم عليه أمام محكمة فدرالية. وقال كوهين إنه يتحمل مسؤولية جرائمه "ومن بينها تلك التي يمكن أن تورط رئيس الولايات المتحدة"، مضيفا "لقد كان عملي التغطية على أفعاله القذرة".
وطالب محامو كوهين بعدم سجنه بعدما أقر بذنبه في قضية التهرب الضريبي والإدلاء بشهادات كاذبة لمؤسسة مالية، والحصول على مساهمات غير قانونية للحملة الانتخابية الرئاسية، والإدلاء بإفادات كاذبة للكونغرس. ولكن القاضي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
ويعد كوهين (52 عاماً) أحد أعضاء فريق حملة ترامب الانتخابية المتهمين بخرق القانون، لكنه الوحيد الذي يعد من دائرة ترامب المقربة. وعلى مدى 12 عاماً، شغل منصب نائب رئيس "منظمة ترامب" التي تضم المشاريع التجارية المرتبطة بالعقارات التابعة للرئيس الأميركي، حيث يعد المحامي أحد أهم المقربين منه.
ورافق كوهين الرئيس الأميركي في رحلته في عالم السياسة التي شجعه على خوضها قبل أن يطرأ تحول مفاجئ على موقفه. وفي أغسطس/ آب، أقر كوهين بأنه أخفى عن السلطات الضريبية عائدات بقيمة أربعة ملايين دولار تدرها شركات سيارات الأجرة التي يمتلكها.
وأقر كوهين كذلك بأنه دفع ما مجموعه 280 ألف دولار للعارضة السابقة في مجلة "بلايبوي" الإباحية كارين ماكدوغال، والممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لشراء صمتهما، بعدما هددتا بفضح العلاقات التي ادعتا أنهما أقامتاها مع ترامب خلال حملة انتخابات عام 2016.
واعترف كوهين الشهر الماضي بأنه كذب على الكونغرس عن اتصالاته مع روسيا بشأن تشييد "برج ترامب" في موسكو.
وحوّلت هذه الاعترافات كوهين إلى العدو الأول للرئيس الأميركي الذي يحاول التشكيك في مصداقية التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر بشأن التعاون المحتمل بين حملة ترامب وروسيا. وبينما أكد كوهين أن ترامب طلب دفع المبالغ للسيدتين، وصف الرئيس الاتهامات بـ"الأكاذيب". واعتبر ترامب أن كوهين يسعى من خلال هذه "الأكاذيب" إلى دفع القاضي وليام باولي، الذي سيترأس جلسة إصدار الحكم بحقه، إلى التعاطي مع قضيته بشكل أقل صرامة.
(العربي الجديد، فرانس برس)