أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد أنّ "لا مكان للكراهية" في الولايات المتّحدة التي شهدت في أقل من 24 ساعة عمليتي إطلاق نار حصدتا 29 قتيلاً، معتبراً أنّ مرتكبي هذه الهجمات يعانون من "مرض عقلي".
وفي أول تصريح صحافي له منذ هاتين المأساتين قال ترامب للصحافيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرسي "لا مكان للكراهية في بلدنا وسوف نعالج هذه المسألة".
وأضاف قبيل صعوده مع زوجته ميلانيا على متن الطائرة الرئاسية للعودة إلى واشنطن "يجب أن يتوقف هذا الأمر. إنّه مستمرّ منذ سنوات.. وسنوات في بلدنا"، في إشارة إلى عمليات إطلاق النار التي تدمي الولايات المتحدة باستمرار. وأضاف "لقد أنجزنا الكثير، لكن ربّما بإمكاننا القيام بالمزيد".
وأتى تصريح ترامب بعدما ارتفعت أصوات كثيرة في الولايات المتحدة تطالب السلطات بالتعاطي بجدية مع التهديد الذي بات يمثّله "الإرهاب الأبيض"، في حين اتّهم الديمقراطيون الرئيس الجمهوري بتغذية هذا العنف بتصريحاته المتفلتة.
وإذ أعلن ترامب أنّه سيلقي خطاباً رئاسياً يوم الإثنين، أشار إلى أنّه تحدّث بعد عمليتي إطلاق النار بإسهاب مع كل من وزير العدل بيل بار ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي الذي كان من بين الذين حذروا من التهديد المتزايد لمعتنقي نظرية تفوق العرق الأبيض.
وأضاف "نحن نتحدّث مع الكثير من الناس وهناك أمور كثيرة يتم العمل عليها والكثير من الأشياء الجيّدة. لقد فعلنا أكثر مما فعلت معظم الإدارات السابقة غير أنّه لا يتمّ الحديث كثيراً عن ذلك، لكنّنا فعلنا الكثير بالفعل".
وتابع ترامب "لكن هذه أيضاً مشكلة مرض عقلي إذا نظرت إلى هاتين الحالتين. هذا مرض عقلي. هؤلاء أشخاص مصابون بمرض عقلي خطير جداً جداً".
وحصدت عمليتا إطلاق نار في الولايات المتحدة خلال أقل من 24 ساعة 29 قتيلاً، إذ لقي 20 شخصاً مصرعهم صباح السبت في مدينة إل باسو بولاية تكساس في حين قتل تسعة آخرون فجر الأحد في مدينة دايتون بولاية أوهايو.
وتقع مدينة إل باسو على الحدود مع المكسيك، ويشكّل الناطقون بالإسبانية نحو 85% من سكانها. أما مطلق النار فيها السبت فهو شاب أبيض في الحادية والعشرين من العمر قاد سيارته لمدة تسع ساعات من إحدى ضواحي مدينة دالاس ليرتكب مجزرة في ساعة ذروة داخل مركز تجاري في إل باسو، في هجوم تشتبه الشرطة بوجود دوافع عنصرية وراءه.
وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد الأحد إن إطلاق النار في إل باسو بولاية تكساس عمل إرهابي ضد المكسيكيين في الولايات المتحدة.
وأضاف في مؤتمر صحافي أن المكسيك ستطلب من واشنطن، إذا لزم الأمر، تسليم الشخص المسؤول عن الحادث وأنها ستدرس رفع دعوى قضائية بشأن ارتكاب عمل من أعمال الإرهاب ضد المكسيكيين في الولايات المتحدة.
ومضى يقول "بالنسبة للمكسيك هذا الشخص إرهابي".
وكان الرئيس المكسيكي مانويل لوبيز أوبرادور قد أعلن أن ثلاثة مكسيكيين من بين القتلى في إل باسو وستة ضمن المصابين. والمكسيكيون الثلاثة بين 20 شخصا لقوا حتفهم في الحادث الذي وقع في متجر تابع لسلسلة وول مارت.
وبعد 13 ساعة على مجزرة إل باسو زرع مسلح الرعب في أحد أحياء مدينة دايتون في ولاية أوهايو عندما أطلق النار على المارة فقتل تسعة أشخاص في أقل من دقيقة، قبل أن ترديه الشرطة التي أعلنت أنه شاب أبيض في الرابعة والعشرين.
خطر حقيقي
وفي ضوء هذه الاعتداءات، حذر النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، آدم شيف، الأحد، من أن "الإرهاب الذي يمارسه متطرفو البيض خطر قائم وحقيقي".
وقال شيف وهو رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، في تغريدات على تويتر: "إطلاق نار جماعي ثانٍ خلال 12 ساعة. أضف دايتون إلى القائمة البشعة".
وأضاف: "ليس علينا أن نعيش هكذا. لا نريد أن نترك إخواننا الأميركيين يموتون هكذا".
وتابع متسائلا: "أقر مجلس النواب إصلاحات (لإنهاء) عنف الأسلحة ستساعد في إنهاء هذا الوباء. ماذا يتطلب الأمر أكثر من ذلك كي يعمل مجلس الشيوخ؟".
وأردف: "الحقيقة البشعة هي، أن إرهاب أنصار تفوق العرق الأبيض خطر حقيقي وحاضر".
وزاد: "عندما يستخدم الرئيس (دونالد ترامب)، وقادة آخرون (لم يسمهم) لغة عنصرية أو مهينة، لوصف المهاجرين والمسلمين على أنهم غزاة، فإن رجالا مسلحين غاضبين ومعزولين يستمعون ويتخذون إجراءات".
(فرانس برس، الأناضول)