يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، غداً الاثنين، في زيارة لم يعلَن عنها إلا قبل يومين. وتأتي الزيارة قبل يومين فقط من انعقاد القمة العربية في 29 من الشهر الجاري في الأردن، والتي من المقرر أن تشهد مناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة العربية.
واستقبلت القاهرة، السبت الماضي، مسؤولين من البحرين للترتيب لزيارة آل خليفة، وتحديد جدول اللقاء مع المسؤولين المصريين، وتحديدا السيسي.
وبعيداً عن أسباب الزيارة المعلنة، لناحية توطيد العلاقات بين البلدين، وتوحيد المواقف والجهود قبل انعقاد القمة العربية، إلا أن أحد أهم الأسباب هو رأب الصدع بين القاهرة والرياض، بحسب مصادر قريبة من دوائر اتخاذ القرار.
وتوترت العلاقات بين مصر والسعودية بعد أزمة صدور حكم قضائي مصري ببطلان التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للأخيرة، فضلا عن اتخاذ السيسي موقفَ روسيا نفسه حيال الأزمة السورية، والتصويت لصالح مشروع روسي حول سورية في مجلس الأمن، العام الماضي.
ولكن بوادر انفراجة حدثت بين البلدين، باستئناف إمداد شركة أرامكو السعودية لمصر بالبترول، بعد توقف على خلفية الأزمة بين البلدين، وذلك عقب زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واعتبر البعض الخطوة في سياق طلب أميركي من الرياض.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة جاءت بشكل غير مرتب مسبقا، بما يعطي إيحاء بمناقشة قضايا تستدعي مباحثات على مستوى ملك البحرين والرئيس المصري.
وأضافت أن توحيد المواقف يمكن أن يأتي عن طريق مباحثات بين وزراء الخارجية أو اتصالات هاتفية، ولكن القضية المحورية التي تستدعي مباحثات على مستوى رأسي الدولتين، هي الخلافات بين القاهرة والرياض.
وتابعت المصادر أن البحرين أكثر دول الخليج قُربًا من السعودية، ولديها علاقات قوية مع القاهرة، وبالتالي يمكن أن تلعب دور الوساطة، وهو أمر قد يكون مقبولا خلال الفترة الحالية، خاصة مع عودة إمداد مصر بالبترول السعودي مرة أخرى، والحديث عن مناقشة البرلمان المصري لاتفاقية تيران وصنافير.
وشددت على أن الزيارة ربما تتطرق إلى ضرورة عقد قمة مصغرة بين ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز والرئيس السيسي، على هامش القمة العربية، لإذابة الجليد الذي غلّف العلاقات بين البلدين.
ولفتت إلى أن جهود الوساطة لرأب الصدع بين البلدين لم تتوقف على مدار الأشهر الماضية، في محاولة لتقريب وجهات النظر، وعدم تطور الخلافات لحد التوتر الشديد، وإبقائها في طور خلافات وجهات النظر.
وأشارت إلى أن دول الخليج ترى ضرورة عدم وجود خلافات مع مصر في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية، لناحية الأزمات ومواجهة الإرهاب، والتصدي للدور الإيراني في المنطقة.
من جانبه، قال دبلوماسي مصري سابق إن زيارة ملك البحرين إلى مصر لا يمكن أن تخرج عن محاولات الوساطة بين القاهرة والرياض لطي صفحة الخلافات بين البلدين.
وأضاف الدبلوماسي لـ"العربي الجديد"، أنه بغض النظر عن التنسيق في عدد من القضايا المشتركة قبل القمة، فأهم قضية بالنسبة لدول الخليج باستثناء قطر إنهاء الخلافات في وجهات النظر بين مصر والسعودية.
وتابع أن جهودا حثيثة قامت بها الكويت والإمارات خلال الأشهر الماضية، واتصالات بين الجانبين، ولكن ظل التوتر في العلاقات قائما، حتى حدوث انفراجة بأنباء عن استئناف البترول من السعودية لمصر مرة أخرى.
وأشار إلى أن الخلافات بين الدولتين مرتبطةٌ بعدة ملفات، في مقدمتها جزيرتي تيران وصنافير والقضية السورية، ويشعر الجانب السعودي بأنه دعم السيسي ولم يحصل في المقابل على الجزيرتين، ولكنّ هناك إصرارا من النظام المصري على التنازل عن الجزيرتين.
وأوضح أن السيسي في مأزق حقيقي، فهو لا يمكنه الاستغناء عن الدعم السعودي، وهناك ضغوط شعبية لعدم تسليم الجزيرتين، وتحديدا بعد حكم قضائي نهائي من المحكمة الإدارية العليا.