وأرسل بار، في 24 آذار/مارس الماضي، رسالة من أربع صفحات إلى المشرعين، تتضمن "خلاصات مولر الأساسية"، بشكل مختصر، ومنها أن التحقيق الذي استمر 22 شهراً، لم يصل إلى نتيجة أن فريق حملة المرشح دونالد ترامب، الذي فاز بالرئاسة في 2016، تآمر مع روسيا. وقال بار، إن مولر لم يتوصل كذلك إلى أن ترامب عاق سير العدالة.
وأبلغ الوزير الأميركي الكونغرس أنه يأمل في إصدار التقرير، المؤلف من 400 صفحة بالكامل، خلال الأسبوع الحالي، مع مقاطع محجوبة (بالأسود) لحماية معلومات حساسة.
ولكن ما هي الأمور الأساسية التي يجب النظر إليها والبحث عنها في التقرير؟
عرقلة العدالة: لماذا لم يبرأ ترامب؟
ربما يتمثل أكبر خطر سياسي يهدد ترامب، في الأدلة الداعمة التي يقدمها المحقق الخاص، والتي ترتبط بتأكيده أنه "فيما لا يخلص التقرير إلى أن الرئيس ارتكب جرم عرقلة العدالة، إلا أنه لا يبرئه كذلك، في هذه النقطة.
وبحسب بار، في رسالة 24 مارس، فإن مولر قدم أدلة حول الوجهين من هذه النقطة، من دون أن يحسم ما إذا كان عليه الادعاء. لكن بار ملأ الفراغ بهذا الشأن، حين حسم أنه لن يكون هناك ملاحقة قضائية. لكن قول بار في الرسالة، إن "معظم" تصرفات ترامب قد أثارت أسئلة حول مسألة عرقلة العدالة مصدرها "التقارير العامة"، يوحي أن بعض هذه التصرفات لم يكشف عنها بعد.
ولا يصدق الديمقراطيون في الكونغرس وزير العدل الأميركي الذي عينه ترامب. وفيما تراجع إطلاق مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب، عمليةً لعزل ترامب، فإن اللجنة القضائية في المجلس ستبحث عن أي أدلة ترتبط بالتحقيقات الجارية في مسألة عرقلة العدالة واستغلال السلطة من قبل الرئيس أو غيره في الإدارة.
وتشير ملاحظات بار إلى أن أغلب ما حقق به مولر حول عرقلة العدالة، هو تقارير نشرت للعموم، إلا أن أحداثا مثل طرد مدير الاستخبارات جايمس كومي في 2017، عندما كانت الـ"أف بي آي" تقود التحقيق بالتدخل الروسي، ستكون محل تركيز في هذا الجزء من التقرير.
حرب المعلومات الروسية وجهات الاتصال بالحملة
سيتحدث التقرير بالتفصيل عن اتهامات لمولر لعمليتين دعمهما الكرملين للتأثير على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016: الاتهام الأول ضد شركة متصيدة (للإنترنت) مقرها سانت بطرسبرغ، تحمل اسم "انترنت ريسرتش أجانسي"، أما الثاني فيتهم ضباطاً في الاستخبارات الروسية بقرصنة خوادم الحزب الديمقراطي الأميركي.
وسيكون التركيز حول أي استنتاجات لمولر حول أحداث أخرى تضمنت اتصالات بين روس وأشخاص يدورون في فلك ترامب، وقد يكون منها لقاء يونيو/حزيران 2016 الشهير داخل برج ترامب في نيويورك مع محامٍ روسي، كما لقاء سري في السيشيل. علماً أن أي تحليل لهذه الاتصالات قد يسلط الضوء على السبب الذي لم يجعل مولر يخلص إلى أن أعضاء من فريق حملة ترامب تواطؤوا أو تآمروا مع الروس.
مانافورت، السياسة حول أوكرانيا، وداتا الاستطلاعات
في الأسابيع القليلة التي سبقت الحكم على مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت، قدم فريق مولر إشارات حول الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لملاحقة هذا الرجل.
وقال المدعي أندرو ويسمان، لقاضٍ، في فبراير/شباط الماضي، إن لقاءً في آب/أغسطس 2016، بين مانافورت وقسطنتين كيليمنك، وهو مستشار قال مولر إن لديه علاقات مع الاستخبارات الروسية، "صبّ في قلب تحقيقات مولر".
وتضمن اللقاء نقاشاً حول عرض لحل الأزمة الأوكرانية، بشروط تصب لصالح الكرملين. وقال المدعون إن مانافورت تشارك مع كيليمنك معلومات حول استطلاعات الرأي الخاصة بحملة ترامب.
وسيكون التركيز، لدى نشر التقرير بالكامل، حول استنتاجات مولر بهذا الخصوص.
هواجس تتعلق بالأمن القومي
لم يخلص مولر إلى وجود تآمر مع الروس، بحسب ويليام بار. لكن هناك احتمال أن يعدد التقرير، تشابكات مالية وسلوكية، تغذي الانتقادات التي تقول إن ترامب أظهر إذعاناً للروس (اقتراح بناء برج ترامب في موسكو مثلاً).
وبغياب اتهامات بارتكاب جرم من قبل تحقيق مولر، سيركز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، على ما إذا كانت هذه التشابكات قد أثرت على قرارات ترامب السياسية، وعرضت الأمن القومي الأميركي للخطر.
الشرق الأوسط وتحقيقات أخرى
سيجري البحث داخل التحقيق عما إذا كان مولر قد كشف أي معلومات حول تحقيقاته بشأن محاولات دول في الشرق الأوسط التأثير على ترامب.
وهنا، لا يزال الغموض يلف ما خرج به مولر من استجواب جورج نادر، مستشار وليي عهد أبو ظبي والسعودية، والذي بدأ التعاون مع مولر العام الماضي.
وقال بار إنه سيحرر من تقرير مولر معلومات حول "مسائل أخرى جارية"، ما يجعل من غير الواضح ما إذا كانت اكتشافات أخرى حول الشرق الأوسط ستخرج إلى العلن.
(رويترز)