وأضاف الحريري "لا يمكن أن أنسى هذه اللحظة، لحظة الوفاء مع الأهل والأحباب". وتوجّه للحشود بالقول "أختصر كل شيء بكلمة واحدة: شكراً لكل لبناني شعر بأهمية الحفاظ على بلدنا واستقراره والأمان لأهلنا"، مشدداً على "أنا باقٍ معكم وسنكمل سوياً".
وأضاف "سوف ترونني في طرابلس وعكار وصيدا والبقاع وكل الجنوب وفي كل المناطق، لندافع سوياً عن حرية بلدنا واستقراره".
كما أمل أن يُشكل هذا القرار "مدخلاً جدياً لحوار مسؤول، يُجدد التمسك باتفاق الطائف، ومنطلقات الوفاق الوطني، ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقة لبنان بالأشقاء العرب".
وأضاف "أؤكد على التزامي التعاون مع الرئيس ميشال عون لمواصلة النهوض بلبنان وحمايته بكل الوسائل الممكنة من الحروب والحرائق المحيطة، وأهم هذه الجهود الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب والصراعات الخارجية والنزاعات الإقليمية، وكل ما يمس الاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية".
بدوره، أكد الرئيس عون أنه طلب من الحريري أن يتريّث بتقديم الاستقالة، على أن تكون الفترة الزمنية الفاصلة فرصة للتشاور بين الأطراف، لافتاً إلى أن الأخير أبدى تجاوبه.
وأضاف عون: "ننوّه بالتعاون وتمكين الحكومة من تحقيق إنجازات، وبعض من هذه النقاط يحتاج إلى تشاور مع الشركاء في الوطن".
وتخلل فترة إقامة الحريري في الرياض إعلان رسمي لبناني عن تعرض الرجل للاحتجاز القسري في الرياض، بحسب الرواية الرسمية، قبل أن تنجح وساطة فرنسية في تأمين مغادرته للأراضي السعودية باتجاه باريس.
وقد جمّدت رئاستا الجمهورية والنواب وكل القوى السياسية الفاعلة التعامل مع استقالة الحريري حتى عودته إلى لبنان. وعبّرت مُختلف القوى عن تضامنها مع الحريري بوصفه "مُحتجزاً في السعودية"، وتم رفض التعامل مع الاستقالة على الصعيدين الدستوري والسياسي.
مبادرة قبرصية
دولياً، أعلنت قبرص، أنها ستقوم بمبادرة لمساعدة لبنان على نزع فتيل الأزمة التي عصفت به أخيراً. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية نيكوس كريستودوليدس إنّ "هدفنا المشترك هو الاستقرار في لبنان".
وأضاف: "في هذا الإطار يسعى الرئيس نيكوس أناستاسيادس جاهداً لتعزيز الاستقرار في لبنان".
وأكد كريستودوليدس أن أناستسيادس تلقي دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية.
وقدّم الحريري، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بشكل مفاجئ، استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، في بيان متلفز تلاه من العاصمة السعودية الرياض، وانتقد خلاله إيران و"حزب الله"، لتنتشر أخبار بعدها عن وضعه ضمن إقامة جبرية في منزله هناك، ومنعه من العودة إلى لبنان.