ردود فعل واسعة أثارها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عندما تحدث، منتصف الأسبوع الماضي، عن استعداد الجيش المصري للانتشار في البلاد خلال ست ساعات فقط للسيطرة وإحكام قبضته، في رسالة موجهة إلى الشعب المصري الغاضب بسبب تصاعد الأزمة الاقتصادية وفرض المزيد من الضرائب وزيادة الأسعار. المفاجأة الأكبر التي فجّرتها تصريحات السيسي كانت في توجيه عدد من الكتاب المحسوبين على معسكر "30 يونيو"، ومن أشد الداعمين للسيسي نفسه، نقداً لاذعاً له بسبب إدخال الجيش في خلافات السيسي السياسية المترتبة على فشله في التعامل مع الأزمات المتلاحقة. وأعلن مصدر مقرب من دوائر صناعة القرار المصري أن غضباً واسعاً انتشر بين القيادات الوسطى في القوات المسلحة في أعقاب تصريحات السيسي، مؤكدين، بحسب تصريحات المصدر، أنه يعرض الجيش لأزمة كبيرة بالزجّ به أكثر من اللازم في الحياة السياسية ووضعه في مواجهة الشعب، ما يُفقده الكثير من الصورة الذهنية لدى البسطاء من أبناء الشعب المصري، وقد يقوده إلى مصير مماثل لما حدث مع الجيش التركي في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة على الرئيس رجب طيب أردوغان، عندما هاجم المواطنون الجنود وأهانوهم في الشوارع عقاباً لهم.
وأكد مصدر سياسي بارز أن الخوف الذي يحيط بالدوائر الرسمية، دفع السيسي للتلويح بتدخل الجيش، ليس خوفاً من يناير 2011 جديد، في إشارة إلى ثورة 25 يناير، لكنه خوف من يناير 1977، في إشارةٍ إلى الانتفاضة الشعبية التي عُرفت بانتفاضة الخبز، والتي جاءت بعد زيادة الأسعار التي قررها الرئيس أنور السادات وقتها، وكادت أن تطيح به. وقال المصدر إن "السيسي ونظامه لا يخشون أيّاً من القوى السياسية في الوقت الراهن، خاصة أنه يدرك جيداً أنها شكلية ولا تستطيع تحريك الشارع بعدما أمعن في إضعافها وتهميشها وجعلها ديكورية فقط"، مشدداً على أن "ما يخشاه السيسي ويؤرقه هو الغضب الشعبي والتراجع الحاد في شعبيته في الشارع في ضوء ما تم رفعه له من تقارير الأجهزة السيادية، فهو يخشى من غضب غير منظم تحركه الأوضاع المعيشية".