وقال عباس، في مستهل أعمال الدورة العادية الثالثة للمجلس الاستشاري لحركة "فتح" (دورة الانطلاقة)، مساء الأحد، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله: "من المواضيع الهامة هذه الأيام التي تواجهنا الانتخابات التشريعية والرئاسية التي قررنا أن نجريها في أقرب وقت ممكن".
وأوضح: "لقد تمكنا من خلال الاتصالات المتواصلة مع كل التنظيمات والفصائل، بما فيها حركة "حماس"، لكي توافق على الانتخابات، وأستطيع أن أقول إن جميع الفصائل وافقت، لكن يبقى أمامنا موضوع في غاية الأهمية، وهو القدس، فنحن لن نجري انتخابات دون أن تكون القدس داخل هذه الانتخابات، أي أن يصوّت المقدسي في قلب القدس الشرقية".
وأضاف عباس: "لذلك هناك من يقول أصدروا المرسوم. لماذا لا نصدر المرسوم؟ من الذي يضمن لنا أن تكون القدس من ضمن المناطق التي ستجري فيها الانتخابات؟"، مشيراً إلى أن "هذا السؤال لجميع الذين ضغطوا علينا، دون أن يستطيع أحد إعطاء ضمانة، كما أننا لا نقبل ضمانات في الهواء".
وشدد: "إذا لم نحصل على موافقة رسمية بأن نجري هذه الانتخابات في قلب القدس لأهل القدس. أقول لكم بصراحة: لا نستطيع أن نجري انتخابات، وبذلك أرجو ألا نقرر ما يجري الضغط به علينا. يقولون لنا إنه لا بد أن تصدروا المرسوم، وكأن المرسوم هو المشكلة، المرسوم ليس المشكلة الآن".
وتابع الرئيس الفلسطيني: "الذين يقولون أصدروا المرسوم الآن هم أنفسهم الذين سعوا إلى إصداره دون القدس، القدس ليست مكة، ولكنها مدينة مقدسة عند الله سبحانه وتعالى، وعندنا، وعند كل المؤمنين مسلمين ومسيحيين، القدس أولى القبلتين".
من جانب آخر، قال عباس "إننا لن نتوانى عن الاستمرار في النضال من أجل الوصول إلى هدفنا الذي نريد: وهو دولتنا الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، وليس بالقدس الشرقية".
وفيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، قال: "قبل نحو خمس سنوات، ذهبنا للمحكمة الجنائية الدولية، وعندما قررنا أن نلجأ إليها قيل لنا إلى أين أنتم ذاهبون، قالوا تريدون أخذ الإسرائيليين للمحكمة، و(منذ ذلك الحين) عملت المحكمة الجنائية الدولية أربع سنوات تقريباً متواصلة، إلى أن قررت البدء بالإجراءات".
وزاد: "خلال أقل من ثلاثة شهور ستبدأ المحكمة الجنائية الدولية، والذي اعتدى علينا سنحاسبه، ولكن هذا المسار سيكلفنا الكثير، وقد بدأت الآن إجراءات إسرائيل ضدنا (..) لن نخاف، لأننا أصحاب حق وقد ظُلمنا (..) لذلك نقول للعالم إننا سنذهب للمحكمة الجنائية الدولية".
من جانب آخر، قال عباس: "جاؤوا ليفرضوا علينا "صفقة العصر"، وأهم بنودها التي أعلن عنها (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب هي ضم مدينة القدس كلها، ونقل سفارته إليها، وغيرها من الإجراءات التي يهددونا بها، لأجل ذلك رفضناها وتصدينا لها".
إلى ذلك، أشار عباس إلى أن "إسرائيل لم تترك مجالاً إلا واستغلته من أجل أن تقضم الأراضي الفلسطينية، وآخرها اليوم، حيث قررت أن تحسم الأموال التي لنا عن 2018 وقيمتها 150 مليون شيقل (عملة إسرائيلية)، وصدر قرار آخر يشرع الاستيطان، بمعنى أوعزوا لكل من لديه بيت أن يسجله في القانون لتكون أرضه ملكاً للمستوطنين (..) وهذا من أخطر القرارات التي أخذتها إسرائيل".
في شأن آخر، قال عباس: "في المقابل مع الأسف الشديد، تجري حوارات حول تفاهمات للتهدئة في غزة، يعني هنا تُمنع عنا الأموال وتُقضم الأرض وهناك تُصنع تفاهمات للتهدئة، وتفاهمات للسكوت، وأموال تذهب لهم يحملها نتنياهو شخصياً ويوصلها، ونحن هنا يقطع عنا. لماذا؟".
وتابع: "حتى لا أتهم أحداً، أقول أنا واحد من الذين غادروا فلسطين في 1948، وأبكي على ذلك اليوم، مع أنني كنت طفلاً، ولكن كلما أتذكره أبكي، لماذا غادرنا ولماذا تركنا بلدنا؟ وحصل هذا أيضاً في 1967، وأقول بصراحة، نشد على أيدي أخوتنا المليونين الذين في الداخل، الذين تمسكوا بالوطن".
وشدد: "نحن الآن أكثر من ستة ملايين يجب أن نحافظ على وجودنا وأرضنا مهما فعلت حكومة إسرائيل وحكومة ترامب، لأن الحكومتين متلازمتان، نحن في أرضنا ووطننا، ولن نغادر أبداً".