وذكر الحريري، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن البحث في الخطوات اللازمة اتخاذها من قبل هيئة الحكم الانتقالية لتسهيل "إجراء انتخابات حرة ونزيهة، بإشراف الأمم المتحدة، واتباع أفضل المعايير الدولية للشفافية، حتى نستطيع أن نضمن لأهلنا التعبير بكامل إرداتهم عن كل ما يريدون في موضوع الاستفتاء على الدستور، فيما يخص المرحلة الانتقالية، وعرض كافة أنواع الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية".
وشدد على أن "الجلسة الأولى المتعلقة ببحث الإجراءات الانتخابية لا يمكن إنهاؤها بجلسة واحدة"، موضحاً: "ننتظر أن ندخل في اللقاءات المقبلة في العمق والتفاصيل، وأن لا تذهب هذه النقاشات هكذا، بل تقوم في إطار التقدم في العملية السياسية، بما يخدم الحل السياسي".
من جهته، كشف المسلط عن تفاصيل ما جرى خلال لقاء الهيئة العليا للمفاوضات مع نائب وزير الخارجية الروسي، إذ أوضح أنه "تم الحديث عن نقاط عدة، في شقَّين سياسي وإنساني".
وذكر أن أعضاء الوفد تحدثوا عن الشق السياسي، وما تم إنجازه، و"تحدثنا، أيضاً، عن الدفع إلى الأمام، وأبلغنا غاتيلوف بأن وفدنا جاء لينخرط بشكل جدي في المفاوضات، وخطا خطوات كبيرة، بموجب الأجندة التي قدمها دي ميستورا، في مقابل عدم وجود أي خطوات عملية من الطرف الآخر".
وأضاف المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أنهم ذكروا للمسؤول الروسي أن "النظام لا يتحدث إلا عن الإرهاب، وهي السلة التي رمى بها وهو حقيقة لا يكترث بها".
في الشق الثاني، أبرز المسلط أنه "كان هناك حديث عن وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات من قبل النظام، إضافة إلى الوجود الإيراني في سورية، وموضوع التهجير القسري"، مشدداً: "نتطلع بإيجابية إلى هذا اللقاء، والروس حرصوا على أن تتكرر اللقاءات في المستقبل لدعم العملية السياسية في جنيف، وحددوا بداية الأسبوع الأول من مايو/ أيار لمحادثات أستانة".
وقد استُؤنفت مفاوضات "جنيف 5"، صباح اليوم الأربعاء، بلقاء مختلف الأطراف السورية بالمبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، في مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
وبينما يبدو وفد الهيئة العليا للمفاوضات جاداً في الحفاظ على المسار السياسي، ببذله ما بوسعه لتحقيق أي خرق، ولو صغير، في هذه المرحلة، يظهر وفد النظام، برئاسة بشار الجعفري، كمن يحاول أن يتهرب من الرد على ما طرحه وفد الهيئة العليا حول الانتقال السياسي، إذ تجنب، أمس، لقاء المبعوث الدولي، بحجة اللقاء الذي جمع الأخير بنائب وزير الخارجية الروسي، الذي يجري مشاورات ماراتونية مع مختلف الأطراف السورية.
وطرح وفد الهيئة العليا، أمس، للنقاش نقطة "حوكمة الأمن" الواردة في سلة مكافحة الإرهاب على أنها أحد أجزاء سلة هيئة الحكم الانتقالي، تحت اسم "مهمة الحكومة الانتقالية في توطيد الأمن والاستقرار"، وتناول خلالها، بحسب مصدر مطلع، "وضع أجهزة الأمن، وكذلك وضع الشرطة ودورها وصلاحيتها والقوانين الناظمية لعملها خلال المرحلة الانتقالية، والجهات التي ستتبع لها، وسيعمل الوفد على الخوض في تفاصيل إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية".