بعد نحو أسبوع على الضربات التي وجهها سلاح الجو التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني في عمق مناطق العراق الشمالية، حيث مدينة سنجار، قال مسؤولون عراقيون وسكان محليون، فضلاً عن سياسيين في إقليم كردستان العراق، إن مسلحي الحزب اتخذوا سلسلة احتياطات إضافية وأجروا تغييرات مختلفة في المناطق التي يسيطرون عليها.
وتأتي الاحتياطات تحسباً لتجدد القصف التركي الذي أسفر عن مصرع وإصابة 31 عنصراً من الحزب المصنف على لائحة الإرهاب، فضلاً عن تدمير مواقع عسكرية لهم ومخازن للعتاد في مدينة سنجار، التي سيطر عليها مقاتلو الحزب بعد انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها.
ووفقاً لمسؤولين عراقيين فإن أبرز إجراءات مسلحي العمال الكردستاني كانت خلال اليومين الماضين، وتمثلت بتغيير جميع مواقع الحزب ومقرات تواجده ومخازن أسلحته، حيث تم نقل أغلبها إلى داخل الأحياء السكنية في سنجار واستولى بسببها على عشرات المنازل التابعة للعراقيين من الطائفة الأيزيدية.
كما شملت الإجراءات طرد الأكراد الموالين للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود البرزاني رئيس الإقليم حالياً، فضلاً عن منع مرور قوات البشمركة قرب مواقعهم حيث يتهم الحزب مقاتلي البشمركة بالخيانة وإنهم سلموا إحداثيات مواقعهم للأتراك. وعمد الحزب أيضاً إلى تقليل عدد العناصر المتواجدين في الثكنات والمقار العسكرية إلى 3 مسلحين فقط بدلاً من 10 أو 12 مسلحين في الموقع الواحد.
من جانبه، قال النائب في برلمان إقليم كردستان العراق، شيخ شامو، اليوم الأربعاء، إن مسلحي حزب العمال بدأوا بحفر خندق حول مدينة سنجار في إجراء يؤكد عدم نيتهم المغادرة من المدينة.
وأوضح شامو لـ"العربي الجديد" أن "مسلحي الحزب لجأوا الى أسلوب حفر الخنادق في جبل سنجار ومحيط المدينة بهدف تحصين مواقعهم بعد الضربة التركية لمواقعهم"، مضيفاً أن "حزب العمال الكردستاني التركي ورط نفسه بمواجهة صعبة، وأوقع سنجار بمشكلة كبيرة، كما خلق مشاكل لإدارة المدينة ويعرقل عملها وهذا يمكن أن يغير من أسلوب تواجده في منطقة سنجار ويلجأ من الآن فصاعداً للخنادق وحفر الأنفاق".
من جهته، قال أحد سكان قضاء سنجار في نينوى ويدعى صباح شنكالي لـ"العربي الجديد"، إن" حزب العمال الكردستاني بدأ بحفر الأنفاق والخنادق في سنجار وأغلق ثلاثة مقرات تابعة له بشكل نهائي واستبدل نحو عشرة مقرات أخرى بعد الضربات الجوية التركية. كما استئنف عملية التجنيد الإجباري على السكان بواقع شاب من كل عائلة وقد أخذ مجموعة من الشبان وزج بهم في معسكرات سرية لتدريبهم على حمل السلاح".
وأشار شنكالي إلى أن "أهالي سنجار باتوا ضمن موجة صراعات قد تنفجر في أي وقت ولذا يطالب أهالي القضاء مسلحي الحزب بالرحيل، ولكنهم لا يسمعون لأحد، وأجاب بعض وجهاء المنطقة بأن وجودهم بموافقة بغداد".
من جهته، قال الناشط المدني في سنجار تحسين دخيل لـ"العربي الجديد" إن "سنجار ابتليت بتواجد حزب العمال الكردستاني وهي تقوم بشراء ذمم بعضهم ليكونوا جزءاً منها، ولكن غالبية السكان يطالبونهم بالرحيل والخروج الى مناطق سيطرتهم على جبال قنديل".
ويضيف "نحن نريد أن نبني سنجار، ولكن حزب العمال الكردستاني يدمر كل شيء ونتوقع مواجهات بين الأطراف المتنازعة في الفترة المقبلة من تزايد تواجد الطيران التركي في سماء المنطقة".
وأكد أن "تركيا تسير يومياً طائرات من دون طيار لمراقبة تحركات حزب العمال الكردستاني في سنجار وتقوم بتصوير مواقعه".
وتابع "حزب العمال الكردستاني يمتلك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وعشرات المسلحين الذين ينتقلون بصورة طبيعية وهو من يمتلك القرار اليوم في سنجار وأطرافها".