ووصفت المواقع ذاتها سلماسيان بـ"المدافع عن الحرم"، والمقصود به مرقد السيدة زينب. وذكرت أنّه "ذهب إلى سورية للدفاع عن هذا المكان الديني ضد التهديدات الإرهابية، ولحماية الأمن القومي الإيراني، وإبعاد شبح التهديدات عن البلاد"، على حد تعبيرها.
يذكر أن إيران كانت قد أعلنت، في وقت سابق، عن مقتل 13 مستشاراً عسكرياً في خان طومان أيضاً، وهم من كتيبة "كربلاء مازندران"، وجميعهم من محافظة مازندران الواقعة شمال إيران. فضلاً عن هذا، أعلن مسؤولون عن إصابة 21 عسكرياً ووقوع 6 رهائن، ليعلنوا بعد ذلك عن عودة كافة العسكريين المنتمين لهذه الكتيبة إلى البلاد.
في السياق، أعرب مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، أن عدداً كبيراً من المتطوعين الراغبين في الذهاب إلى سورية والعراق يسجلون أسماءهم لإرسالهم إلى تلك المناطق، قائلاً إنهم من أعراق وقوميات مختلفة.
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن شريف قوله، إن دعم وتأسيس كل من تنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) "جاء أساساً للوقوف في وجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن طهران مستعدة للتضحية للحفاظ على قيمها".
من جهته، قال نائب قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، إن "أبناء إيران يقفون على بُعد آلاف الكيلومترات من بلادهم في وجه أعداء الإسلام والإنسانية". وأضاف أن محور المقاومة بات يواجه أعظم الإمبراطوريات التي تسيطر على العالم، معتبراً أنّ بلاده ستحقق انتصارات عديدة في المستقبل.
هذا الكلام جاء أيضاً على لسان مساعد هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري، والذي أضاف أن عسكريي إيران يدافعون عن "الولاية" في مناطق بعيدة. وأكد ضرورة دعم الجنود الإيرانيين في البلاد والتنبه إلى أحوالهم المعيشية.
الدور الإيراني في الشأن السوري
سياسياً، وفيما يتعلق بالدور الإيراني في الشأن السوري، عاد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى طهران عقب مشاركته في اجتماع مجموعة الاتصال حول الحرب السورية، والذي عقد في فيينا، أمس الثلاثاء. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن ظريف قوله، إن الاجتماع لم يحمل أي جديد، معتبراً أن "بعض الأطراف المشاركة هي التي تدعم التنظيمات الإرهابية وتشجع على الخيارات العسكرية في سورية". وذكر أنّ "الإرهاب يهدّد الجميع، وهو ما يجب أن يقتنع به الكل"، حسب قوله.
وأشار ظريف، إلى أن اجتماع فيينا بحث الآراء حول الأزمة السورية بالمجمل، قائلاً إن الاجتماع المقبل، في حال عقده، سيبحث في التفاصيل وسبل تطبيق الحل.
ونقلت المواقع الإيرانية، أن ظريف التقى، على هامش الاجتماع، نظيره العماني يوسف بن علوي، ونظيره البريطاني فيليب هاموند، فضلاً عن لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وعن الأمر ذاته، قال رئيس الدائرة العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، والذي كان في فيينا أيضاً، إنه طالما لا توجد إرادة سياسية حقيقية للتحكم في الحدود السورية من قبل جيران هذا البلد، فإن تطبيق وقف إطلاق النار بشكله الحقيقي والمطلوب غير ممكن.
وأضاف، في حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني، أن المسافة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لا تزال كبيرة، والتوصل إلى حل لا يزال صعباً. وأكّد أن طهران تبحث مع موسكو ملف تصنيف مجموعات المعارضة المسلحة، وضرورة إبعاد "الإرهابية" منها عن الحوار، مضيفاً أن الولايات المتحدة الأميركية تبدي آراء متباينة، ولكن عليها أن "تدرك أن مستقبل سورية يجب أن يحدّده السوريون أنفسهم"، على حد وصفه.