جدّد طيران النظام الحربي، قبل ظهر اليوم الثلاثاء، غاراته على الغوطة الشرقية لدمشق، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين المعارضة السورية وقوات النظام بمحيطها، فيما شهدت محافظة اللاذقية يوم أمس، محاولة اغتيال زوجة هلال الأسد الذي كان يتزعم مليشيا "الدفاع الوطني" في الساحل قبل مقتله منذ نحو عام ونصف العام، وهو ما يكشف عمق الخلافات داخل عائلة الأسد في الفترة الأخيرة.
ففي ريف دمشق أكد ناشطون لـ"العربي الجديد" بأن "غارات كثيفة تعرضت لها عدة مناطق بالغوطة الشرقية قبل ظهر اليوم، أدت إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى في بلدة دير العصافير، كما قصفت الطائرات الحربية أطراف مدينة دوما التي تعرضت كذلك لقصف بالهاون".
يأتي هذا فيما ذكر حساب "جيش الإسلام" على موقع "تويتر" صباح اليوم، أن المواجهات مستمرة في معركة "الله غالب"، وأن مقاتليه "تصدوا لمحاولة اقتحام جديدة وقتل ضابطين (من قوات النظام) وعدد كبير من العناصر مع استمرار الاشتباكات" بالمنطقة الجبلية المتاخمة لضاحية حرستا (الأسد) قرب أوتوستراد دمشق – حمص الدولي، الذي سيطرت المعارضة على جزء منه في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول الحالي.
بموازاة ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "قوات النظام قصفت صباح اليوم، مناطق في محيط قمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي"، الذي تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة منه.
اقرأ أيضا: إسرائيل لا تريد قوات روسية وإيرانية في الجولان
وفي اللاذقية أيضاً لكن على صعيد آخر، تعرضت فاطمة مسعود، وهي زوجة الزعيم السابق لمليشيا "الدفاع الوطني في الساحل" هلال الأسد، لمحاولة اغتيال، فيما يبدو أنه محاولة لتصفيتها، إثر خلافاتٍ داخل عائلة الأسد.
ونشرت صفحة "فاطمة مسعود الأسد" اليوم على موقع "فيسبوك" صوراً لصاحبة الصفحة من دون إبراز وجهها بالكامل، تُظهر إصابتها بعدة رصاصات، فيما قال المنشور المرافق للصور: "تعرضت عصر(أمس) الإثنين السيدة فاطمة زوجة الشهيد هلال الأسد إلى اعتداء مباشر وعن سابق تهديد وإصرار أدى إلى إصابتها بأربع رصاصات من المعتدية هالة الأسد وابنها كرام".
وفيما ذكرت الصفحة أن الحادثة وقعت في منزل المستهدفة "في ناحية كلماخو" بريف اللاذقية، طالبت "الرئيس بعدم السكوت عن هذا الإجرام" من قبل "زعران ومشوهي ومسيئي سمعة آل الأسد" على حد تعبيرها، مضيفة بأن الفاعلين هم "للفساد عنوان.. إنها مليشيا سليمان الأسد التي تتمدد دون حسيب أو رقيب".
ولم تتوفر حتى الساعة معلومات دقيقة حول الدوافع التي تقف وراء محاولة الاغتيال، التي تكشف عن خلافات باتت حادة أكثر من أي وقت مضى ضمن عائلة الأسد.
لكن ناشطين توقعوا أن محاولة التصفية هي أحد إفرازات قتل سليمان الأسد (ابن المستهدفة من الاغتيال أمس) لضابط في قوات النظام يدعى حسان الشيخ في أغسطس/آب الماضي، فقد كشفت تلك الواقعة وتداعياتها، هشاشة العلاقات داخل أفراد أسرة الرئيس السوري بشار الأسد، وكثرة الخلافات على توزيع النفوذ والمناصب بينهم.
وقام سليمان الأسد حينها بإطلاق النار على العقيد في القوى الجوية بقوات النظام حسان الشيخ، قرب دوار الأزهري في مدينة اللاذقية، بسبب تجاوز الضابط بسيارته، لسيارة سليمان الأسد، المعروف بشخصيته المتغطرسة، وقام النظام إثر الواقعة باعتقال سليمان الأسد لامتصاص غضب الشارع المؤيد الذي طالب بإعدامه، لكنه ما لبث أن أُطلق سراحه لاحقاً، وهو ما أثار موجة سخط صامتة إلى حد ما في اللاذقية.
وفاطمة مسعود التي تعرضت لمحاولة تصفيةٍ أمس، هي زوجة هلال الأسد قائد مليشيا "الدفاع الوطني في الساحل" قبل مقتله في مارس/آذار عام 2014، إذ نعاه إعلام النظام حينها، بأنه قُتل في إحدى المعارك في الساحل.
ويشار إلى أن الصفحة التي نقلت خبر محاولة الاغتيال اتهمت هالة الأسد (شقيقة هلال وعمة سليمان) وابنها كرام، بشكل واضح بضلوعهما بشكل مباشر في الحادثة، لكنها ألمحت كذلك، إلى دورٍ لمليشيا سليمان الأسد في محاولة الاغتيال التي تعرضت لها والدته.
اقرأ أيضا: 17 قتيلاً بقصف على دير الزور والمعارضة تتقدّم بالقنيطرة