ورفضت الخارجية صراحة إجراء أي تغيير على نص الاتفاق، أو ربط هذه القضية بأي ملف آخر.
وأكد البيان أن مساعي ترامب ومؤيديه الرامية لتخريب الاتفاق باءت بالفشل مجدداً، لأن الاتفاق قوي ويحظى بدعم دولي، مطالباً واشنطن بتنفيذ تعهداتها في الاتفاق كما بقية أطرافه، مؤكداً أن ترامب يصرّ على لغة التهديد والعداوة للشعب الإيراني.
واعتبرت الخارجية أن تصريحات ترامب الأخيرة تشكل خرقاً واضحاً للبنود 26، و28 و29 في الاتفاق، رافضة العقوبات الجديدة التي فرضت على 14 شخصاً وكياناً من إيران وخارجها، واصفة ذلك بالعدائي وغير القانوني. كذلك شجبت فرض عقوبات على رئيس السلطة القضائية صادق آملي لاريجاني، معتبرة أنه خرق للأعراف الدولية وتجاوز للخطوط الحمر، وهو ما ستتابعه إيران دولياً.
وانتقدت الخارجية الإيرانية استهداف البلاد بعقوبات ترتبط بملف حقوق الإنسان، معتبرة أن ترامب نفسه ينتهك هذه الحقوق من خلال الألفاظ العنصرية والتحريض على العنف، وذكرت أن أميركا تدعم الصهيونية في فلسطين وأذنابها في مناطق ثانية مثل اليمن والبحرين، وأنها سترد على الإجراءات الأميركية العدائية في الوقت المناسب.
إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال مؤتمر الحوار الثقافي الآسيوي في طهران، اليوم السبت، أن "من يترأس السلطة في أميركا يستخدم ألفاظاً ركيكة وغير قابلة للتصديق، وهو ما يؤكد أنه غير مطلع على معنى العلاقات الثقافية بين الشعوب".
وأضاف ظريف أن "مصطلح قوة الردع النووي يعني حماقة، كونه يروج لضمانات التدمير، فنحن نتخيل أننا نعيش في أمان، لكن العيش ضمن تشكيل التحالفات والإقصاءات والعداوات هو ما تتبعه القوى العظمى بحق الآخرين، أمر غير سليم".
من جهة أخرى، ذكر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي البرلمانية، حسين نقوي حسيني، أن التهديدات والعقوبات الأميركية غير مجدية، مؤكداً أن طهران لن تتراجع عن خططها العسكرية الدفاعية وستطور برنامجها الصاروخي للدفاع عن نفسها، معتبراً أن ترامب حائر وغير قادر على إقناع الحلفاء الأوروبيين بمجاراته.
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، كمال دهقاني، إن "لدى إيران سيناريوهات وخيارات عديدة لمواجهة السياسات الأميركية، فالبلاد تتعامل مع الاتفاق وفقا لمصالحها القومية، وإذا ما تعرضت هذه المصالح للتهديد فستتخذ خطوات ملائمة".
ونقلت وكالة "إيسنا" عن دهقاني قوله أيضاً إن الاتفاق النووي يضم أطرافاً عدة، وليس ملكاً لأميركا وحدها، معتبراً أن واشنطن باتت بمثابة الطرف المخلّ بالاتفاقيات أمام المجتمع الدولي، وأكد أن المعنيين في إيران يتابعون التطورات عن كثب، وبأن بلاده لن ترضخ للإجراءات الأميركية.