وحذّر تيلرسون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي، صباح الخالد الحمد الصباح، في ختام اجتماعات التحالف الدولي ضد "داعش" الإرهابي في الكويت، في إطار مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، الذي بدأت فعالياته الإثنين ويستمر حتى الأربعاء، من أن الأزمة الخليجية تؤثر سلباً على أمن الشرق الأوسط، مشدداً على أن "هذا الشكل من الانقسام يؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى أمن المنطقة"، مبرزاً أن واشنطن تعمل على "إعادة الوحدة إلى مجلس التعاون الخليجي".
وتفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، حصاراً برياً وجوياً على قطر، منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي، إذ قطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من المواطنين القطريين مغادرة أراضيها خلال أربعة عشر يوماً، زاعمة أن قطر تمول الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، وأكّدت أن الإجراءات المتخذة من قبل دول الحصار تستهدف سيادتها واستقلالها، فيما عززت الولايات المتحدة شراكتها مع قطر في خضم الأزمة، وأشادت مرارا بجهودها في "مكافحة الإرهاب".
في سياق منفصل، ذكر وزير الخارجية الأميركي، في المؤتمر الصحافي ذاته، أن التحالف وضع خطة لمواصلة الحرب على "داعش"، مشدداً على أن "دحره يتطلب الحفاظ على التحالف الدولي"، بحسب وكالة "رويترز".
وقال تيلرسون: "في ما يتعلق بعفرين، أعتقد أن الوضع هناك ضمن جهودنا لمحاربة (داعش) في شمال سورية، ونحن نؤمن بآثار هذه المهمة في محاربة (داعش)".
وأضاف: "ندرك مخاوف تركيا الأمنية في شمال سورية، وقلقون من الأوضاع هناك (..) لذا سأسافر إلى أنقرة، في وقت لاحق، لأناقش معهم كيفية التركيز على محاربة (داعش)".
وكان وزير الخارجية الأميركي قد كشف، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، أن واشنطن قررت تقديم مساعدات إضافية قيمتها 200 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في "المناطق المحررة بسورية".
وقال تيلرسون في كلمة أمام ممثلي دول ومنظمات، إن التحالف الدولي نجح في دحر "داعش" من 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق.
وأضاف أن "داعش" لا يزال يشكل تهديدا على المنطقة، رغم تحرير الأراضي العراقية من قبضته، داعياً إلى استمرار جهود التحالف لضمان عدم عودة "داعش" إلى العراق وسورية.
وأشار تيلرسون إلى أهمية مبادرات تحقيق الاستقرار في هذا الخصوص، لتتمكن المجتمعات في العراق وسورية من العودة إلى حياتها الطبيعية، داعياً إلى إعادة بناء المناطق التي دمرها "داعش"، وإعادة بناء المستشفيات وعودة الماء والكهرباء والأطفال إلى المدارس، وفق ما نقلت وكالة "كونا".
كما أعرب عن "تقدير الولايات المتحدة للمساهمات السخية من أعضاء التحالف، على مدى السنوات الماضية"، معتبراً، في الوقت نفسه، أنه يجب التأكد من تقديم الأموال بشكل أكبر لتحقيق الاستقرار.
وأشار إلى استمرار بلاده "في أن تكون المانح الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة في سورية".