وأضاف خامنئي، في كلمة له في كلية أمام حسين العسكرية، التابعة للحرس الثوري، أن الولايات المتحدة الأميركية شكلت تحالفات في المنطقة، مع دول وصفها بالسوداوية، بهدف خلق الفوضى في إيران، وهو ما يدل على قوة بلاده، معتبراً أن العداوة لواشنطن تزيد يوماً بعد يوم في إيران.
وأكد خامنئي أن "مخططات أعداء طهران الحالية تأتي بعد أن يئس هؤلاء من تطبيق العديد من الخطط"، واصفاً ذلك بالحماقة، كونهم لا يعلمون أن النظام مرتبط بالشارع، حسب رأيه.
وقال إن "ستة رؤساء للولايات المتحدة الأميركية حاولوا قبل الرئيس دونالد ترامب أن يستهدفوا إيران، لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة". وعلّق على مقترح أن تُجاري إيران الولايات المتحدة علها تتخلص من كل الضغوطات، قائلاً إن "من يقترح ذاك الخيار لا يعلم أن ثمن الاستسلام سيكون أكبر من ثمن الصمود".
ورأى أن "نجاح وصمود طهران أمام واشنطن يعتمدان على حكمة وقوة وانسجام الداخل". وخاطب المسؤولين في البلاد بالقول إنه "عليهم مراقبة عملهم جيداً، وتكثيفه، بما يحسن الأوضاع". كذلك رأى أن إيران ستزداد قوة بفضل شبابها، بحيث لا يستطيع أعداؤها تهديدها اقتصادياً أو عسكرياً.
وأوضح أن "القوة لا تكون بمنح الأموال لدولة ثانية وشراء أسلحة منها، فهذه حماقة، ولا تكون بقدوم دولة أجنبية وإنشاء قواعد عسكرية لتحمي هذا البلد، فهذه مذلة".
وقال خامنئي إن "قوة إيران تكمن في قدرة شعبها الذي استطاع تحقيق التطور، ما منع أميركا من ارتكاب أي خطأ".
في سياقٍ متّصل، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، قوله إنّ أمام الإيرانيين امتحاناً صعباً وتجربة تاريخية مهمة، والنتيجة ستكون بالدخول في مرحلة عداء جديدة للولايات المتحدة، وحشد الطاقة للوقوف بوجه المؤامرات، حسب وصفه.
واعتبر جعفري أن الحرس جاهز للوقوف بوجه أي مخططات جديدة تستهدف بلاده، متوقعاً انهيار ما وصفه بـ"الإمبراطوريات التي تدّعي القوة".
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن الظروف الراهنة في البلاد تحتاج إلى معنويات عالية كما السابق، مؤكداً أن الموازنة العامة في البلاد تعاني من النقص.
إلى ذلك، زادت الدعوات التي تطالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بإجراء تعديلات وزارية، فضلاً عن تطبيق تغييرات في المناصب الاقتصادية في البلاد. ونقل المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت أبادي أن البرلمان الإيراني تقدم بشكوى ضد البنك المركزي المتهم بعدم قدرته على إدارة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، نقلاً عن دولت أبادي، أن هذه الشكوى وصلت بالفعل إلى مكتب المدعي العام الذي سينظر فيها.
وكل هذا يأتي بعد خروج احتجاجات وإضراب تجار البازار الشعبي في العاصمة طهران لأيام اعتراضاً على انهيار العملة المحلية أمام الدولار، وعلى ارتفاع أسعار البضائع، فضلاً عن تردي الوضع الاقتصادي، وكل هذا يرتبط بعوامل خارجية من جهة، إذ إن ارتباك المؤشرات بدأ بعد انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في مايو/ أيار الفائت وإعلانه عن عودة العقوبات الأميركية ضد طهران، فضلاً عن وجود عوامل داخلية من جهة ثانية، من قبيل وجود محتكرين ونشاط السوق السوداء التي تتلاعب بأسعار الصرف، وعدم قدرة الحكومة على ضخ العملة الصعبة اللازمة أو التحكم بالسوق.
وكان روحاني قد طمأن الإيرانيين، مؤكداً أن حكومته ستؤمن كل البضائع اللازمة، داعياً إلى تقارب وتعاون السلطات في الداخل، بعد أن انتقده كثر، لاسيما من المحافظين، على فشل حكومته في التعامل مع خضات الاقتصاد. وربط روحاني، كما مسؤولين آخرين، ما جرى، أخيراً، بوجود عوامل ضغط خارجية تستهدف اقتصاد طهران.