تتواصل الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محيط مدينة مارع، بريف حلب الشمالي، وسط هجمات متبادلة، أدت إلى سقوط عشرات القتلى، في محاولة من التنظيم لدخول المدينة والسيطرة عليها، بعدما تمكن من محاصرتها أمس الجمعة، في حين تحاول المعارضة فك الحصار، واستعادة البلدات.
وقال ناشطون إن التنظيم شن هجوماً جديداً على مدينة مارع من محاور سنبل وكلجبرين وتلالين، وذلك بعد تفجيره خمس عربات مفخخة استهدفت أطراف المدينة. وبحسب مكتب مارع الإعلامي، فقد تمكن مقاتلو المعارضة من قتل أكثر من 30 من عناصر تنظيم "داعش" في الاشتباكات الدائرة في المدينة، إضافة إلى أسر ثلاثة آخرين، كما تمكنوا من تدمير سيارتين مفخختين للتنظيم دون وقوع إصابات باستثناء مقتل الانتحاريين داخلهما.
من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر "داعش" شنوا هجوماً عنيفاً فجر اليوم السبت، في محاولة للسيطرة على مارع، إذ تمكنوا من الدخول إلى داخل أسوار المدينة بعدما فجروا عدة عربات مفخخة، بالتزامن مع قصف المدينة بالمدفعية، مشيراً إلى مقتل 10 من مقاتلي الفصائل، بينما سقط 16 من مقاتلي التنظيم خلال هذه الاشتباكات، وأسر عدد منهم، بينهم مقاتلون أطفال ممن يسمون بـ"أشبال الخلافة"، كما أصيب العشرات من الجانبين بجراح.
وفي السياق، شنّت "قوات سورية الديمقراطية" بقيادة تنظيم "وحدات الحماية" الكردية هجوماً على قرية الشيخ عيسى، بريف حلب الشمالي، وذلك في محاولة لاستغلال انشغال مقاتلي المعارضة في التصدي لمحاولة "داعش" اقتحام مدينة مارع، لكنها أخفقت في احتلال البلدة، بحسب مكتب مارع الإعلامي.
من جهته، قال مركز حلب الإعلامي، إن الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام السوري ولروسيا استهدفت بلدات في ريف حلب الشمالي، مثل بلدتي حيان وحريتان، إضافة إلى قصف أحياء في مدينة حلب، مثل مساكن هنانو والحيدرية وبعيدين وبستان الباشا ومنطقة الجندول، بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
كما قصفت قوات النظام مناطق في حي الهلك بمدينة حلب، بقذائف مدفعية وصاروخية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وتساءل ناشطون عن أسباب غياب التحالف الدولي والأتراك عن مساندة الفصائل في صد هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" على مارع، بينما يحضر بقوة في معركة الرقة.
وقال مكتب مارع الإعلامي إن "داعش" استطاع بسهولة تسيير أرتاله المنسحبة من الشرق نحو ريف حلب الشمالي ومحيط مارع، وجلب عشرات المجنزرات والمدرعات والأسلحة، دون أن يعترضه طيران التحالف الدولي الذي يجوب أجواء المنطقة.
وتحدث مدير مرصد حقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، عن أن تقدم "تنظيم الدولة" باتجاه مارع لم يكن مستغرباً، فقد أرسل في أواخر أبريل/ نيسان الفائت نحو 400 من عناصره، بينهم إحدى أقوى كتائبه، "كي يمنع سقوط مناطق سيطرته بريف حلب الشمالي وأولها دابق، ذات الرمزية الدينية"، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم "وصلوا إلى محيط مدينة مارع التي انطلقت منها الثورة في حلب، كما بات على مقربة من مدينة أعزاز".
وقال عبد الرحمن إن خطوط الإمداد بين مارع وأعزاز بريف حلب الشمالي باتت مقطوعة الآن، بسبب سيطرة التنظيم على البلدات والقرى الواقعة بين المدينتين.
وكانت فصائل المعارضة شنت هجوما معاكسا في محاولة لإبعاد التنظيم عن المناطق التي سيطر عليها في محيط بلدة مارع، وفك الحصار عنها، في حين تحدثت مصادر إعلامية عن عبور عشرات السيارات المحملة بعناصر من "جيش الفتح" في إدلب إلى الأراضي التركية تمهيدا لدخولهم إلى الأراضي السورية لمساندة المدافعين عن بلدة مارع، ومنع تقدم التنظيم باتجاه بلدة أعزاز.