وبحسب مصادر ليبية، فإن ثلاثة قادة ليبيين، هم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، قد تبنوا أجندة المؤتمر التي عرضت عليهم، في ما بقي اللواء المتقاعد خليفة حفتر غير راضٍ تماماً عما سيعرض عليه، ما دفعه للجوء إلى "الحليف" الروسي للتشاور، قبيل موعد المؤتمر.
وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد" نجاح إيطاليا في إقناع الأطراف الليبية بضرورة مناقشة تأجيل الانتخابات الى سبتمبر/أيلول 2019، فيما ستتم أيضاً خلال المؤتمر مناقشة الشقّ الأمني وتهيئة الظروف الأمنية، التي لم تتوفر حتى الآن من أجل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب مقررات باريس.
وبيّنت المصادر أن تأجيل الانتخابات وتنسيق وضع أمني جديد تتحالف فيه قوات حفتر مع قوات حكومة الوفاق بقيادة الأخيرة، أزعج اللواء المتقاعد بشكل كبير، ما دعاه إلى اللجوء إلى موسكو، التي وصل إليها مساء أمس، وعقد فيها لقاءات مع وزير دفاعها سيرغي شويغو، على أن يعقد كذلك اجتماعاً موسعاً اليوم مع رئيس الوزراء، ديمتري ميدفيديف، الذي سيمثل موسكو في المؤتمر، لتنسيق المواقف بينهما.
من جهة أخرى، ذكرت المصادر أن تشويشاً داخلياً يحدث في الكواليس، للمسار الذي يرعاه طيفٌ نيابي في طبرق، انتهى مؤخراً إلى توافق نهائي مع المجلس الأعلى للدولة لإعادة تشكيل السلطة التنفيذية، مؤكدة أن حفتر يقف وراءه.
وحول أهداف حفتر من هذه المساعي، قالت المصادر إن تغيير المجلس الرئاسي الحالي بآخر يعني وجود ثلاثة رؤوس، هم أعضاء المجلس الجديد، يحملون صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتالي فإن اتخاذهم لقرار عسكري بالإجماع بشأن الاعتراض أو توجيه المؤسسة العسكرية، أمر عسير.
وأضافت أن "حفتر أُرغم من قبل المجتمع الدولي على القبول بشرط خضوع المؤسسة العسكرية للسلطة المدنية الممثلة في حكومة الوفاق، وهو يسعى لتغيير شكل الحكومة وقادتها بآخرين، يمكن من خلال عدم توافقهم، التحرك بحرّية بالنسبة له".
وعلى الرغم من كل هذا التشويش، أكدت المصادر ذاتها أن كل مستجدات الوضع السياسي والأمني، بل ومخرجات مؤتمر باليرمو، مرتبط بما ستحمله إحاطة المبعوث الأممي غسان سلامة، التي سيلقيها اليوم أمام أعضاء مجلس الأمن، مشيرة الى أن معالم من هذه الإحاطة بدت واضحة، من خلال تصريحات المبعوث الأممي الأخيرة، والتي أشار فيها أكثر من مرة الى تخلي المجتمع الدولي عن فكرة الانتخابات خلال العام الحالي، وضرورة خضوع حفتر لسلطة السراج، كما أن مساعي مجلسي النواب والدولة للإطاحة بالسراج أمر مستبعد، إذ إن الجهود لم تنل رضا ورعاية أممية.
من جهتها، تبدو إيطاليا مرتاحة تماماً لسير تنظيم المؤتمر، فقد أكد رئيس وزرائها جوزيبي كونتي، مشاركة المحاورين الرئيسيين الليبيين، كما تحدث عن "إقبال دولي لحضور المؤتمر".