واصل عدد من العسكريين الليبيين المحسوبين على معسكر قائد قوات برلمان طبرق، الجنرال خليفة حفتر، اجتماعهم بالقاهرة تحت مسمى "توحيد المؤسسة العسكرية"، بمشاركة ممثلين عن اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، التي تضم ممثلين عن جهاز الاستخبارات العامة، ومساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، اللواء محمد الكشكي، في ظل تكتم واضح على تلك الاجتماعات والأسماء المشاركة بها.
وبحسب مصادر في اللجنة فإن الاجتماعات يشارك بها قيادات عسكرية محسوبة على معسكر الغرب الليبي، الواقع تحت سيطرة حكومة "الوفاق" المعترف بها أممياً، وذلك في وقت كشفت فيه مصادر ليبية، لـ"العربي الجديد"، أخيراً، تشكيل حفتر لهيكل تنظيمي من 8 فرق عسكرية في مدينة بنغازي، تحت مسمى قيادة المنطقة الغربية العسكرية، وسط تأكيدات عن استعدادات لقوات حفتر للقيام بعملية عسكرية لدخول العاصمة طرابلس، التي تندلع فيها اشتباكات بشكل متقطع بين مجموعات مسلحة، ضمن منظومة القوات الموالية لحكومة "الوفاق".
وبحسب المصادر فإن القيادات المجتمعة في القاهرة، منذ مساء الأربعاء الماضي، بتنسيق مصري، ربما تعلن في غضون أيام عن توحيد المؤسسة العسكرية، والبدء في السعي لدى الجهات الدولية المختصة لرفع الحظر عن التسليح المفروض على ليبيا، لافتة إلى أن مدير الاستخبارات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، سيجتمع مع العسكريين الليبيين قبل عودتهم إلى ليبيا. يأتي هذا، فيما حذرت مصادر ليبية، تابعة لمعسكر العاصمة طرابلس، من أهداف تلك الاجتماعات التي تستقبلها العاصمة المصرية، قائلة إن "هناك اجتماعات مشبوهة من وقت لآخر تتم بدعم من النظام المصري، الذي يبدو واضحاً انحيازه الفجّ لحفتر". وأعربت المصادر الليبية المسؤولة عن قلقها إزاء تلك التحركات، مشيرة إلى أن آخر الاجتماعات التي شهدتها القاهرة، في مايو/أيار الماضي، وحضرها رئيس أركان الجيش التابع لحكومة "الوفاق"، عبد الرحمن الطويل، لم ترقَ لنتائج ملموسة، كما أن الأحاديث التي دارت خلالها لم يتضح منها حسن النية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية عبْر توحيد المؤسسة العسكرية، بمشاركة كافة أبنائها في الشرق والغرب. وأوضحت المصادر الليبية أن ما يثار بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، عبر بيان، قد يخرج به المجتمعون في القاهرة، يمثل زيفاً وقلباً للحقائق، لافتة إلى أن تلك التحركات توضح النوايا الحقيقية لحفتر بشأن نظرته للأزمة.
وكان الطويل ترأس وفداً عسكرياً تابعاً لحكومة "الوفاق"، خلال اجتماعات القاهرة، في مايو الماضي، ضم أيضا رئيس أركان القوات البرية، اللواء حسين خليفة، ورئيس أركان حرس الحدود، اللواء نوري المرمى أحمد شراطة، ورئيس أركان القوات الجوية، اللواء طيار علي الأبيض، ورئيس أركان الدفاع الجوي، اللواء عبد الباسط بن جريد، ورئيس أركان القوات البحرية، اللواء بحار سالم أرحومة، اختتمت ببيان رسمي، أكد المجتمعون فيه مجموعة من المبادئ، في مقدمتها وحدة التراب والأراضي الليبية.