وأضاف السيسي، خلال فعاليات جلسة "اسأل الرئيس" بمؤتمر الشباب المنعقد في جامعة القاهرة، اليوم الأحد، أن الأمر اختلف في 30 يونيو/حزيران 2013 "حين استدعى الشعب الجيش للتدخل بهدف إنقاذ الدولة"، على حد قوله، زاعماً أن الجيش لم يكن يتآمر على النظام السابق ليسقطه، بل إنه يقسم بالله بعدم حدوث أي شكل من أشكال التآمر لإسقاط الدولة في هذا التوقيت.
وتابع: "كنا نعمل على محورين، أولهما أننا لا نتآمر، والثاني أن نعطي القائمين على الأمر الإحساس بحجم الخطر، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013، كنا بنقول لهم خلوا بالكم نحن نسير في نفق مظلم، والبلد كانت رايحة إلى مشكلة كبيرة، وارجعوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي"، في إشارة منه إلى جماعة الإخوان.
وأردف السيسي: "من أنقذ مصر هو الله تعالى، وقوة الشعب، وليست قوة الجيش، فنحن لا نتآمر على أحد، وهذا للرد على شائعات الجيل الرابع والخامس من الحروب التي تستهدف إسقاط الدولة المصرية، ولو سقطت مصر ستسقط المنطقة العربية كلها، والخليج يعرف ذلك، وبحذّر لو دخلنا هذا النفق لن نخرج منه، لأن الأمور يمكن أن تصل إلى هذا الحد".
واستطرد: "الشعب المصري قدم الكثير من أجل الحصول على الأمن والاستقرار، والفداء يكون أن يكون للوطن، وليس لشخصي"، معلناً رفضه لأية دعوات تستهدف المصالحة المجتمعية في الوقت الراهن، بالقول "نحن نجابه الإرهاب بلا هوادة، ولن نشرع في أي اتصالات أو مصالحات، واللي هايعمل مصالحة هو أنتم (الشعب)".
وتهرب السيسي من سؤال عن "صفقة القرن"، قائلاً: "نحن نعمل على تخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، ونتواصل مع الأطراف المعنية لتحقيق المصالحة، وحل القضية، وصفقة القرن تعبير إعلامي، وليس سياسيا، ونحن نقول إن مصر مع إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأقول للإسرائيليين لدينا فرصة حقيقة للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية".
ورأى السيسي أنه لا يمكن قياس تجربته على ما شهدته البلاد من ارتفاع في الأسعار، قائلاً "لما ترشحت لم أقل إنني سأزود المرتبات 3 أو 4 مرات، أنا قلت هناك مشكلات كثيرة، وتحتاج إلى حلول، وقولت لكم هانتعب سوا، وأنتم قلتم خش ياريس، وإحنا معاك، ولو أخدنا بمؤشر الأسعار فقط للحكم على الأوضاع في مصر يبقى بنظلم التجربة"، حسب تعبيره.
وتحدث كذلك عن المجازر التي ارتكبها نظامه في أعقاب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، بالقول: "نفتكر كويس اللي حصل في النهضة ورابعة، وافتكروا كرداسة والمنيا، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، محمد إبراهيم.. والكلام ده ماخلصش في يوم وليلة، ولكن خلص بينا.. وأبناءنا من الجيش والشرطة قدموا حياتهم لكي يتحقق الأمن والاستقرار".
وحاول السيسي التقرب من دول الخليج، بقوله: "أشقاؤنا في الخليج يعلمون أهمية مصر، وقدموا لنا دعماً كبيراً بعد 30 يونيو/حزيران 2013، خاصة في مجال الطاقة والبترول.. وأمدونا على مدى 20 شهراً بمواد بترولية بقيمة 800 مليون دولار شهرياً من دون مقابل.. فوقفة الأشقاء في الخليج إلى جانب مصر يشهد لها التاريخ، ولولا دعمهم لسقطت الدولة المصرية"، بحد قوله.
ونفى الرئيس المصري التدخل في شؤون الدول الأخرى، أو التآمر عليها، بالقول: "بعد سقوط نظام الرئيس الليبي، معمر القذافي، ضبطنا الحدود مع ليبيا لمنع عمليات التهريب.. والسياسة الخارجية لمصر ترفض قبول المليشيات المسلحة داخل ليبيا.. وهذا ينطبق على كل من سورية وليبيا واليمن والصومال.. لأن أصل تحقيق الأمن والاستقرار في أي دولة هو جيشها وشرطتها".
وواصل السيسي حديثه: "نحن نعمل على التهدئة في سورية، من خلال التواصل مع المعارضة المعتدلة، لإيجاد صيغة مع بقية العناصر المعارضة داخل الأراضي السورية، للتفاهم مع النظام السوري، وهذا الأمر ليس بسيطاً، ولكنه دورنا وقدرنا.. وفي ليبيا ندعم الجيش الليبي، لأنه المسؤول عن حماية وتأمين شعبه.. ونحن مع وحدة ليبيا، ونتمنى إجراء انتخاباتها خلال العام الجاري".