نقلت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، اليوم الأربعاء، عن مسؤولين عسكريّين أميركيين قولّهم إنّ ما يصل إلى 100 ألف مقاتل من الجماعات الشيعيّة المدعومة من إيران، يقاتلون اليوم في العراق، ما يثير القلق من أنّ "ضرورة هزيمة داعش في سورية، قد تعني أن البديل الوحيد المتوفّر هو جماعات أخرى معادية لأميركا، وتغذّي، بدورها، العنف الطائفي في المنطقة"، بحسب قول القناة.
وذكرت القناة أنّ الأعداد باتت تتضخّم داخل مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية، منذ ظهور مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) السنّة داخل العراق قبل سنتين، إذ وصل عدد منتسبي "الحشد" اليوم إلى 100 ألف مقاتل.
وأفادت "فوكس نيوز" بأنّ المتحدّث باسم الجيش الأميركي في بغداد، كريس غرافر، أقرّ، في رسالة بريد إلكتروني أرسلها للقناة، بأنّ المقاتلين المدعومين من إيران في العراق معظمُهم عراقيّون.
واستدرك غرافر بالقول إنّه "ليست كلّ المليشيات الشيعية في العراق مدعومة من إيران"، مضيفاً أنّ "المليشيا الشيعية المدعومة من إيران يصل عدد أفرادها إلى 80 ألفاً"، وهذا الرقم لا يزال مرتفعاً بشكل مثير للقلق، كما يقول بعض الخبراء.
ويقول الباحث في مؤسّسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، توماس جوزلين، إنّ "الأثر الذي تركته سياسة أوباما هو استبدال الوجود الأميركي على الأرض بالوجود الإيراني، وبينما تتقدّم إيران، يتمّ استبدال أحد الأطراف المعادية لأميركا، بطرف آخر معادٍ".
وسواءٌ بلغ عدد المقاتلين 100 ألف جنديّ أم 80 ألفاً، فإن الأرقام لا تزال هي التقديرات الأولى التي تُنشر حول المقاتلين المدعومين من إيران، كما أنّ تنامي الوجود الإيراني قد يخلق مخاطر أكبر بالنسبة للأميركيين العاملين في العراق، كما حصل، لمرّة واحدة على الأقل، حينما هاجمت مجموعة مدعومة من إيران، في وقت سابق من هذا العام، قوّات أميركيّة كانت تدعم العراقيين، بحسب القناة.
إلى جانب ذلك، فإن التقارير التي تثير قلق أميركا بشكل أكبر، هي تلك التي تتحدّث عن وجود قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، على الأرض خارج الموصل، قبل العمليّة المتوقّعة لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق.
ووفقاً لصحيفة "لونغ وور جورنال"، فإن متحدّثاً باسم القوّات المدعومة من إيران على أطراف الموصل، قال إن سليماني سيلعب "دوراً أساسيّاً" في المعركة.
ولم يؤكّد أحد المسؤولين العسكريّين لقناة "فوكس نيوز" وجود سليماني في الموصل، لكنّه قال إن القائد الإيراني شوهد بين العراق وسورية يدير نشاطاتٍ متعدّدة هناك خلال السنتين الماضيتين.
وكان غرافر نفسُه قد أكّد، أمس الثلاثاء، أنّه ليس ثمّة تنسيق بين الولايات المتّحدة وإيران، قائلاً: "نحن لا ننسّق مع الإيرانيين بأي شكل"، لكنّه استدرك بالقول: "الحكومة العراقية هي من جاءت بخطّة تحرير الموصل، لكنّنا ندعم خطّتها في حصار الموصل"، وذلك على الرّغم من وجود مليشيات شيعيّة تشارك في العمليّة إلى جانب القوّات الحكومية.
وبالإضافة إلى ما يقارب 100 ألف مقاتل مدعومٍ من إيران في العراق، ثمّة أيضاً آلاف المقاتلين المدعومين من إيران يقاتلون في سورية إلى جانب نظام الأسد، وبعض هؤلاء جاؤوا من مناطق بعيدة، كأفغانستان، وقد قُتل المئات منهم أثناء المعارك الدائرة حاليّاً مع قوّات المعارضة في حلب.