استسلم المئات من عناصر تنظيم "داعش"، اليوم الثلاثاء، عقب تقدم مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في منطقة الباغوز والسيطرة على المخيم، فيما قتل عناصر أجانب ضمن صفوف "قسد" في الاشتباكات التي تدور بشكل متقطع على ضفاف نهر الفرات مع من تبقى من الرافضين للاستسلام من عناصر التنظيم.
وذكرت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية"، لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من ثلاثمائة عنصر من عناصر التنظيم، من بينهم عشرات الجرحى، سلموا أنفسهم، الثلاثاء، لـ"قسد" بعد وصول الأخيرة إلى مخيم الباغوز ودخولها إلى بداية الأنفاق التي كان "داعش" يتمترس بداخلها.
وأضافت المصادر أن "قوات سورية الديمقراطية" تتقدم ببطء بعد سيطرتها على مخيم الباغوز، وذلك خشية وجود كمائن من المحتمل أن يكون "داعش" قد نصبها قبل انسحابه من الأنفاق إلى ضفة الفرات.
وأشارت المصادر إلى أن الأنفاق التي تمترس فيها التنظيم في المنطقة "معقدة وطويلة، ويمكن أن يكون بعضها مخفيا، ومن الممكن أن عناصر داعش يختبئون بداخلها".
وبحسب المصادر ذاتها، فقد تكبدت "قوات سورية الديمقراطية" خسائر بشرية خلال عملية اقتحام مخيم الباغوز، وفقدت عشرين عنصرا على الأقل، من بينهم مقاتلون من جنسيات أجنبية.
وجاء الاقتحام عقب مفاوضات استمرت عدة أيام مع عناصر "داعش" الرافضين للاستسلام.
وذكرت المصادر أن عنصرا يحمل الجنسية الإيطالية، ويدعى لورنزو أورستي، قتل عند منتصف الليلة الماضية في معارك الباغوز، وهو ضمن المجموعة التي تطلق عليها مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردي"، التي تقود "قسد"، وصف "مجموعة المقاتلين الأمميين".
يشار إلى أن عناصر تنظيم "داعش" الرافضين للاستسلام انسحبوا إلى ضفاف نهر الفرات، حيث تحاصرهم قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها في الضفة المقابلة، وليس أمامهم طريق للانسحاب سوى عبور النهر وفتح ثغرة في مناطق النظام.
وعقب اقتراب نهاية "داعش" في شرق الفرات تثار تساؤلات عن مصير قياديي التنظيم الكبار، بمن فيهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
ومن المرجح، وفق مصادر محلية، أن القياديين الكبار في التنظيم فروا من المنطقة إلى جيوب أخرى يسيطر عليها "داعش" في بادية دير الزور الجنوبية وريف حمص الشرقي.
يشار إلى أن الآلاف من عناصر التنظيم من مختلف الجنسيات سلموا أنفسهم لـ"قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي، وذلك منذ حصار "داعش" في مخيم الباغوز منتصف فبراير/ شباط الماضي.
إلى ذلك، دخلت قافلة مؤلفة من عشرات الشاحنات ترافقها عربات عسكرية أميركية، اليوم الثلاثاء، إلى قاعدة خراب عشك في ناحية عين العرب، شمال شرق محافظة حلب.
وتسيطر على ناحية عين العرب مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردي".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن القافلة هي الثانية خلال أقل من شهر، وجاءت من إقليم كردستان العراق عبر محافظة الحسكة، وتحمل معدات ومساعدات عسكرية من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية".