يسود هدوءٌ حذر منذ صباح اليوم الأحد، على جبهات كفريا والفوعة بريف إدلب، بعد أن شهدت ليلة أمس، تصعيداً عسكرياً بدأ بخرق النظام للهدنة المتفق عليها، إذ ألقت مروحياته براميل متفجرة، أدت لسقوط خمسة قتلى مدنيين في بلدة تفتناز، الأمر الذي دفع "جيش الفتح" لـ "الرد بالمثل، وقصف قوات النظام وحزب اللات في كفريا والفوعة"، بحسب بيان صدر عنه فجر اليوم.
وأكد الناشط الإعلامي محمد قدور، مدير "تنسيقية مدينة بنش"، أن "الهدوء عاد منذ نحو الثالثة فجراً لجبهات كفريا والفوعة، بعد أن قصفها جيش الفتح بمختلف أنواع المدفعية والقذائف المحلية الصنع، في أعقاب إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة أدت لسقوط شهداء وجرحى في تفتناز".
وقال قدور الموجود في بنش (أقرب بلدة تسيطر عليها المعارضة على تخوم الفوعة وكفريا) لـ"العربي الجديد" إن "الكلام الذي سمعناه من قيادي في جيش الفتح يشير إلى أن قصف الفوعة وكفريا، هو رد على استهداف النظام لتفتناز، ولا يعني انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً".
وكان "جيش الفتح" أصدر فجر اليوم، بياناً حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، وجاء فيه: "قامت قوات النظام الأسدي المجرم مساء يوم السبت 26/ 9/ 2015 بقصف مدينة تفتناز في ريف إدلب، بستة براميل متفجرة، أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الآمنين في بيوتهم".
وأضاف البيان أنه "في ظل هذا الاعتداء السافر الذي سبقه قصف النظام لمدينة سراقب، وارتكابه مجزرة في حي الوعر الحمصي بقصفه مدينة ملاهٍ راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء بين شهيد وجريح، فقد قام جيش الفتح بالرد بالمثل وقصف قوات النظام وحزب اللات في الفوعة وكفريا".
وختم البيان الذي أصدرته "اللجنة العليا بجيش الفتح" أن الخرق الذي جرى أمس "أظهر عدم اكتراث النظام لأمن مؤيديه وتفريطه بهم، وعجزه عن الالتزام بأي اتفاق أو عهد".
اقرأ أيضا: حزب "الجمهورية" يحذر من هدنة الفوعة - الزبداني
وفي حين شهدت جبهات ريف إدلب هذا التصعيد من قبل النظام، والذي دفع المعارضة للرد عليه، فإن جبهات الزبداني ومضايا بريف دمشق احتفظت بالهدوء الساري هناك، منذ ظهيرة الأحد الماضي، حين دخلت هدنة مؤقتة ليومين حيز التنفيذ، وتم تمديدها حتى ظهر أمس السبت، واستمرت خلالها المحادثات بين مسؤولين إيرانيين مع ممثلين من المعارضة السورية المسلحة، بهدف وضع بنود تنفيذية للاتفاق الذي تم التوصل إليه بحسب كل المعلومات المتطابقة.
ومن المفترض، بحسب ما علمت "العربي الجديد" من عدة مصادر معارضة، أن يكون "الاتفاق على مرحلتين، لستة أشهر، ويبدأ بوقف كامل للعمليات العسكرية وإطلاق النار من داخل مناطق التهدئة إلى خارجها والعكس، فضلاً عن وقف تحليق الطيران الحربي والمروحي، بما في ذلك إلقاء المساعدات من الطيران المروحي للفوعة وكفريا، والتوقف عن تحصين الدشم والمقرات على الخط الأول من الجبهات. كذلك يشمل الاتفاق وقف أي تقدم في المناطق الفاصلة على خطوط التماس.
وتشير المصادر نفسها إلى أنّ المرحلة الأولى تبدأ بانسحاب مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم باتجاه إدلب، مقابل خروج معظم المدنيين في الفوعة وكفريا، بضمان وإشراف وحضور الأمم المتحدة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية من خلال إجلاء ما تبقى من مدنيين ومقاتلين في الفوعة وكفريا، مقابل خروج فصائل المعارضة من مضايا ووادي بردى، وإطلاق سراح 500 معتقل ومعتقلة من سجون النظام السوري، على أن يرتبط تنفيذ المرحلة الثانية بنجاح المرحلة الأولى، والتي سيترقب كل طرف فيها حسن نوايا الطرف الآخر، والتزامه بتنفيذ البنود المتفق عليها.
وكان من المتوقع أن يبدأ تنفيذ أولى البنود (إخلاء الجرحى من قبل الهلال الأحمر بإشراف أممي) يوم أمس أو فجر اليوم، إلا أن قصف النظام المفاجئ لبلدة تفتناز الليلة الماضية جاء ليضع العصي في عجلة التنفيذ، وهو ما فسره بعض المحللين بعدم رضى النظام عن الاتفاق، خاصة أن طهران قادت المحادثات نيابة عنه، و لم يكن له أي تمثيل خلال المفاوضات.
اقرأ أيضا: اعتراف عراقي بالتعاون مع روسيا وإيران وسورية لمحاربة "داعش"