أعاد قتل الجيش الجزائري لأحد العناصر المتشددة الذي كان ضمن قائمة انتحاريين مرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية في منطقة سكيكدة شرقي الجزائر، المخاوف من تجديد المجموعات المسلحة محاولات تنفيذ عمليات جديدة بعد تجربة فاشلة في صيف العام الماضي 2017، وتزامناً مع عودة نفس الأسلوب في الجارة تونس.
على الرغم من أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ما زال على رأس النشاط الإرهابي في شرقي الجزائر، إلا أن التنظيم الذي فشل في فك الخناق والحصار الذي أطبقته قوات الجيش على مجموعاته، سعى أخيراً لاستعارة أسلوب تنظيم "داعش" في سياق "الذئاب المنفردة"، لتنفيذ عمليات انتحارية واستعراضية، للعودة إلى الواجهة، بعد انحسار لافت لنشاطه منذ عام 2015، عدا الهجوم على قافلة الجيش في شهر يوليو/تموز الماضي في منطقة سكيكدة، شرقي البلاد.
وتشير المصادر الأمنية إلى أن "مصالح المخابرات الجزائرية تلاحق منذ يونيو/حزيران 2017، القائمة المفترضة للانتحاريين، الذين يُعتقد أنهم بصدد تنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة. وتتخوّف الأجهزة الأمنية من لجوء التنظيمات الإرهابية إلى تجنيد انتحاريين لا نشاط سابقاً لهم في صفوف الإرهاب".
بدورهم، يبدي مراقبون للشأن الأمني اعتقادهم في أن "قوات الجيش والأمن نجحت بشكل لافت منذ عام 2015، في شلّ نشاط مجموعات القاعدة، خصوصاً بعد تغيير الجيش والأمن للاستراتيجية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والتي بُنيت على العامل الاستخباراتي والاستباقي، بعد تغيير قيادة جهاز المخابرات، وفصل جهاز الأمن الداخلي. وسمح ذلك بمنع أو خفض تأثير العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة، ما دفع المجموعات الإرهابية إلى اعتماد أسلوب الذئاب المنفردة".
وما زاد من المخاوف الأمنية، تزامناً مع التفجير الذي استهدف شارع الحبيب بورقيبة في الجارة تونس، يوم الإثنين الماضي، أن التنظيم نفّذ فعلاً صيف 2017 اعتداءات متتالية استهدفت منشآت وحواجز أمنية. وعلى الرغم من أن تلك العمليات كانت محدودة وفشلت في تحقيق البعد الذي تتوخاه التنظيمات الإرهابية من التفجيرات الانتحارية، إلا أن مستويات الحذر التي تبديها أجهزة الأمن في الجزائر، تشبر إلى أنها تحاول استباقياً منع تكرار تنفيذ أخرى.
وشهدت الجزائر في2017 أربعة اعتداءات، استهدفت مقر المديرية العامة للأمن الوطني وسط مدينة تيارت غربي العاصمة، كما فشل انتحاري في اقتحام مركز للأمن وسط مدينة قسنطينة شرقي الجزائر، ونجح عناصر الشرطة في قتله قبل وصوله إلى المركز. وسمحت هذه العملية بانكشاف هوية عناصر سرية الانتحاريين، ونجحت أجهزة الأمن الجزائرية بعد ذلك بفترة قصيرة في الإطاحة بأمير السرية وعدد من مرافقيه، وفي نفس الفترة أخفق انتحاري آخر في منطقة قسنطينة، كان على متن دراجة نارية في الوصول إلى هدفه، إثر اعتراض وحدة أمنية سبيله وقامت بقتله والقضاء على أحد مرافقيه.