وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين عسكريين وسياسيين لم تكشف هوياتهم، أنّ ماتيس كان أوصى ترامب بالحصول على ضوء أخضر من الكونغرس قبل شن الضربات بصواريخ عابرة ضد ثلاثة أهداف قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنّها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري.
وقال ماتيس، خلال استقباله في البنتاغون وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية: "لا أعرف إطلاقاً مصدر هذه القصة".
وأضاف: "لم أجد شيئاً فيها يمكن أن يذكر بأي من النشاطات التي قمت بها الأسبوع الماضي".
وينتظر مفتشو الأسلحة الكيميائية الضوء الأخضر للدخول إلى مدينة دوما قرب دمشق، للتحقيق في هجوم كيميائي وقع في 7 إبريل/نيسان. وحملت الدول الغربية النظام السوري مسؤوليته.
وردّاً على سؤال عن مهمة مفتشي الأسلحة الكيميائية، أشار ماتيس إلى أن النظام السوري لجأ في الماضي إلى التأخير بعد هجوم من هذا النوع "ليحاول إزالة الأدلة قبل وصول فريق التفتيش".
وتابع: "نعرف تماماً المهلة التي فرضها النظام على هذا الفريق، لكننا نعرف أيضاً كيف تصرف في الماضي عبر إخفاء ما قام به بأسلحة كيميائية".
ومضى قائلاً: "بتعبير آخر، إنهم (النظام السوري) يستغلون التهدئة بعد ضربة ما لإزالة الأدلة قبل وصول المحققين".
وبعد مجزرة دوما، توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيس النظام السوري بشار الأسد، بـ "دفع ثمن باهظ"، واصفاً إياه بـ "الحيوان".
وقال مسؤول في البنتاغون، لوكالة "فرانس برس"، إنه لم يحصل أي نقاش و"الجميع" كانوا متفقين على أن ترامب يتمتع بالسلطة اللازمة لشن الضربات.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، سارة ساندرز، إن "المعلومات التي تفيد بأن ماتيس حض الرئيس على طلب موافقة الكونغرس على ضربات الأسبوع الماضي خاطئة تماماً".
وأضافت أن "الرئيس أمر بشن الضربات كما ينبغي عملاً بصلاحياته الدستورية".
ومنذ شن الضربات بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة فرنسا وبريطانيا، يستمر الجدل في واشنطن حول ما إذا كان ترامب يتمتع بالسلطة القانونية لشن الضربات ضد النظام السوري.
وطرح أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الاثنين مسودة قرار لتحديث صلاحيات شن الحرب التي أقرت بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وتعمل القوات الأميركية بشكل كبير بموجب ما يسمى بـ "تفويض باستخدام القوة العسكرية" رغم أن مهمة البنتاغون تخطت بشكل واسع التفويض المحدد في الأيام الأولى من مطاردة تنظيم "القاعدة" في أفغانستان.
وواجه الرئيس السابق، باراك أوباما، انتقادات شديدة بعد محاولته الفاشلة للحصول على موافقة الكونغرس على خطة لضرب النظام السوري بعد أن تجاوز "الخط الأحمر" باستخدام أسلحة كيميائية في 2013.
(فرانس برس، العربي الجديد)