المعارضة السودانية تطعن في نزاهة تقرير النيابة حول اعتصام الخرطوم

28 يوليو 2019
E9A84877-F542-4EF6-B96C-E216C57846D8
+ الخط -
عددت المعارضة السودانية، السبت، أسباب رفضها القاطع لتقرير النيابة العامة حول فض اعتصام الخرطوم، معتبرة أنه "مطعون في نزاهته"، وكان هدفه "إخفاء الحقائق ودفنها تحت الركام"، فيما شهدت العاصمة السودانية تظاهرات ليلية امتدّت إلى مدينتي كوستي (جنوب) وبورتسودان (شرق)، رفضاً لنتائج لجنة التحقيق.

وقالت قوى "إعلان الحرية والتغيير" قائدة الحراك الاحتجاجي بالسودان، في بيان: "نرفض

نتائج لجنة التحقيق التي كوَّنتها النيابة العامة بالكامل، كما رفضنا من قبل إجراءات تكوينها شكلاً وموضوعاً".
وتضم "الحرية والتغيير" تحالفات "نداء السودان" و"الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي" و"القوى المدنية" و"تجمع المهنيين السودانيين".
وأضافت: "نصرُّ على لجنة التحقيق المستقلة ليس في فضِّ اعتصام القيادة العامة والمجزرة المصاحبة له فحسب، بل في كل الحوادث والجرائم منذ يوم 11 أبريل/ نيسان 2019 (تاريخ إعلان المجلس العسكري خلع الرئيس عمر البشير) وحتى اليوم".
وحول أسباب رفض نتائج التحقيق قالت "قوى التغيير" إن "الرفض الإجرائي (مرده) لأن لجنة التحقيق كونت بتكليف من المجلس العسكري، وهذا يطعن في نزاهتها لأن المجلس العسكري نفسه متهم في هذه القضية".
واعتبر البيان أن المجلس العسكري "خصم" في قضية فض الاعتصام، مستدركاً: "لا يمكن أن يكون الخصم هو الحكم".
وشدد البيان على أن المجلس العسكري متهم أيضاً "بحكم مسؤوليته عن أمن وسلامة المواطنين، ولأن تصريحات بعض عضويته الموثَّقة كان فيها إقرار باتِّخاذ القرار بفضِّ الاعتصام"، مضيفا أن أسباب رفض نتائج التحقيق ترجع أيضاً إلى أن "اللجنة لم تشمل فرقاً متخصصة أخرى كان يمكن أن تسهم في الوصول إلى نتائج أكثر جدية".
وتابعت: "مثلاً قضايا الاغتصاب يجب أن يشارك في التحقيق فيها مختصون نفسيون واجتماعيون"، بينما أشارت "قوى التغيير" إلى أنها على المستوى العملي ترفض تقرير اللجنة لأن "التحقيقات لم تُبيِّن بوضوح الجهات المتهمة بل وجَّهت الاتهام بحروف غامضة لأشخاص غامضين".
ولفتت إلى أنه كان على اللجنة نشر الأسماء كاملة ومسؤولية الجهات المختصة بالحجز والتحفظ عليهم.
وأكد البيان أن اللجنة خرجت "بإحصاءات معيبة وناقصة للشهداء والضحايا والجرحى"، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق لم تشر إلى المفقودين، ولم تجرِ أي تحقيق في هذا الجانب.
وشددت قوى "إعلان الحرية والتغيير" على تشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة لإجراء تحقيق شفاف ودقيق بدعم أفريقي، وفقا لما ورد بالوثيقة الدستورية (الإعلان الدستوري)، الذي يجرى التفاوض عليه مع المجلس العسكري.

تظاهرات ليلية
من جانب آخر، أفاد شهود عيان لوكالة "الأناضول"، في أحاديث منفصلة، بأن عشرات المحتجين أشعلوا إطارات في عدد من أحياء العاصمة، ومنها أركويت والجريف غرب والحلفايا والديم والشجرة، والخرطوم ثلاثة وكوبر والفتيحاب وودنوباوي والعباسية ومنطقة الجيلي شمالي الخرطوم.
وأغلق المحتجون شوارع رئيسية وفرعية في الخرطوم عبر متاريس أقاموها بالحجارة، بحسب المصدر ذاته.
وأفاد حزب "المؤتمر السوداني" المعارض، أحد مكونات تحالف "نداء السودان" المنضوي تحت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، بأن تظاهرة حاشدة خرجت بمدينة كوستي رفضاً لتقرير لجنة التحقيق بخصوص فض الاعتصام.
كذلك أكّد الحزب عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، أن المئات خرجوا في مدينة بورتسودان شرقي البلاد تنديداً بنتائج لجنة التحقيق.
وتظاهر عشرات السودانيين، شرقي العاصمة الخرطوم؛ تنديداً بنتائج لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة حول فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو/ حزيران الماضي.
وأفاد شهود عيان، لـ"الأناضول"، بأن مواطنين في عدة مناطق بحي بري القريب من مقر قيادة الجيش، أغلقوا الشوارع الرئيسية بالمتاريس وأشعلوا إطارات السيارات تعبيراً عن غضبهم من نتائج التحقيق.

وفي وقت سابق، برّأت لجنة تحقيق حكومية المجلس العسكري الانتقالي من إصدار أية أوامر بفض اعتصام محيط قيادة الجيش السوداني في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي، واتهمت اللجنة في الوقت نفسه ثمانية من الضباط بالتورّط في الحادثة، وقررت تحريك إجراءات جنائية ضدهم تحت مادة الجرائم ضد الإنسانية.

وقال رئيس لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام السوداني، فتح الرحمن سعيد، في مؤتمر صحافي يوم السبت، لكشف نتائج التحقيق، إن اللجنة الأمنية التابعة للمجلس العسكري أصدرت فقط تعليمات للقوات المشاركة بتنظيف منطقة كولمبيا القريبة من منطقة الاعتصام بعد انتشار عدد من الممارسات السالبة فيها، مؤكدة أن تحرياتها أثبتت أن اللجنة لم توجه مطلقاً بفض الاعتصام.


(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
المساهمون