وصل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الخميس إلى الكويت في ختام جولته الخليجية، وسط تدابير أمنية مشددة.
وقال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في بيان أصدره الديوان الأميري، إن "هذه الزيارة المباركة إنما هي تجسد جلي للعرى الوثقى الروابط الأخوية الطيبة بين القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين على مر التاريخ، والتي أثبتت رسوخها ومتانتها بما شهدته من تكاتف وتعاضد تام بينهما، في مواجهة المحن والأخطار والتغلب عليها بعون من الله تعالى".
وأشار بهذا الصدد إلى "الموقف التاريخي والمحوري المشرف للقيادة والشعب في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والذي هو محل الامتنان والتقدير ووقوفها بكل قوة وصلابة مع الحق الكويتي إبان الغزو الصدامي الغاشم، وما أبدته القوات المسلحة السعودية من شجاعة واستبسال في ملحمة التحرير مع قوات الدول الشقيقة والصديقة".
ومن المنتظر أن يتخلل جدول الزيارة مناقشة عدد من الأمور المصيرية المشتركة التي تربط البلدين، وعدد من الملفات السياسية والاقتصادية، أبرزها حرب اليمن، وحل مشكلة الحقول النفطية المشتركة، والسوق الخليجية والعملة الموحدة، وكذلك الخطر الإيراني الذي هدد المنطقة. كما سيتم التطرق إلى التعامل مع الرئيس الأميركي المنتخب الجديد دونالد ترامب، ومحاولة إنهاء حالة التدهور في العلاقات السياسية بين مصر والسعودية على خلفية موقف مصر من روسيا في الأمم المتحدة.
حرب اليمن
استضافت الكويت جولة طويلة من المفاوضات بين مليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وبين الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة عبدربه منصور هادي. واستمرت المفاوضات التي ترأسها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أكثر من خمسة أشهر لكنها فشلت في النهاية، بسبب تعنت الوفد الممثل للمليشيات. كما يشارك الجيش الكويتي في تحالف استعادة الشرعية في حرب اليمن، منذ بدئها.
الحقول النفطية المشتركة
تمتلك الكويت بالشراكة مع السعودية عدة حقول نفطية مشتركة في منطقة الخفجي السعودية والوفرة الكويتية، وقامت الحكومة السعودية في عام 2014 بوقف الإنتاج من طرف واحد لأسباب بيئية، مما تسبب بخسارة مالية للحكومة الكويتية. لكن زيارات مكثفة لمسؤولي النفط في البلدين، آخرها زيارة وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي للكويت قبل شهر واحد، خلصت إلى إعادة الإنتاج في المنطقة، وتوقيع اتفاقية نفطية جديدة وهو ما سيؤكده الملك سلمان لأمير الكويت في هذه الزيارة.
الخطر الإيراني
عانى كلا البلدين من الخطر الإيراني المتربص بهما، بعد الثورة التي أطاحت بشاه إيران، وسيطرة الراديكاليين الإسلاميين، وتبنيهم مسألة نشر الثورة في الخليج العربي. واعتقلت الكويت العام الماضي، أكثر من 30 مواطناً كويتياً شكلوا خلية تجسس تابعة لـ"حزب الله" اللبناني، وللجمهورية الإيرانية. وحكمت عليهم بالسجن المشدد بتهمة خيانة البلاد فيما حكمت السعودية قبل يومين على خلية تجسس إيرانية بالإعدام. وسيناقش الطرفان في هذه الزيارة الأخطار الأمنية التي تواجهها بلدان الخليج، فضلاً عن تبادل المعلومات الأمنية فيما بينهم، للحد من التطرف والإرهاب.
توتر العلاقات بين مصر والسعودية
تعرّضت العلاقات السعودية المصرية للاهتزاز، بفعل قرار مندوب مصر الأممي بالاعتراض على مشروع يدين الهجمات الروسية على المدنيين في حلب. وقامت الحكومة السعودية على أثره، بوقف إمداد مصر من البترول بحجة العجز الاقتصادي وصعوبات النقل، فتدخلت الكويت على الفور لنزع فتيل الأزمة، وأكدت لمصر أنها ستلتزم بتوفير كافة احتياجاتها من الوقود والغاز، كما قامت الحكومة المصرية بالمماطلة في تسليم جزيرتي صنافير وتيران للمملكة العربية السعودية. وينتظر المصريون أن يكون لأمير الكويت دور فعّال في حل هذه الأزمة.