وأوضح أن "دولة قطر لم تتنازل يوماً ما عن تماسك مجلس التعاون الخليجي، لكن ما حدث يثير تساؤلات بشأن مستقبل المجلس".
وتساءل وزير الخارجية القطري: "هل سيوفر المجلس حماية من أي هجوم"، مستدركاً بالقول: "وإذا كان مثل هذا الهجوم من قبل دول المجلس نفسها؟"
وأكد آل ثاني أن "دولة قطر تتفق مع الإدارة الأميركية حول إيجاد حلول واقعية للأزمة"، مضيفاً أن الدوحة أعلنت استعدادها "لإجراء حوار بنّاء على أساس الاحترام بين الدول".
وفي ردّه على سؤال حول رفض الدول المحاصرة خوض مفاوضات بشأن قائمة مطالبها، قال الوزير القطري: "رغم معارضتها المفاوضات، فإن هناك قوانين دولية تحكم العلاقات بين الدول. بالنسبة لنا الحصار مرفوض، كما يرفض القانون الدولي مثل هذا الحصار، وسنستمر في جهودنا من خلال منظمات دولية لرفعه".
ومضى بالقول: "يجب أن توضع الادعاءات على طاولة الحوار لمناقشتها، ووضع خريطة طريق للمضي قدمًا؛ وليس الذهاب إلى النتيجة مباشرة"، متسائلاً: "إذا كان هناك توجه لعدم خوض مفاوضات بشأن الأزمة؛ فما الداعي لإصدار مثل هذه القائمة؟"
وأضاف: "كل الذين التقينا بهم لديهم نقطة واضحة؛ وهي أن المنطقة لا تتحمل أزمات جديدة، خصوصاً في مثل هذه الظروف المحيطة بالخليج، حيث تمثل دول مجلس التعاون الخليجي نقطة استقرار في المنطقة".
وأكد وزير الخارجية القطري أنه "إذا كانت الأزمة قد بنيت على أسس صلبة وواقعية؛ لما أقدمت الدول المحاصرة لقطر على اختراق وكالة الأنباء القطرية، ونشر أخبار كاذبة، تلتها حملة تصعيد وعقاب جماعي ينتهك القانون الدولي والنظام العالمي".
ورأى وزير الخارجية القطري أن شعار "مكافحة الإرهاب"، الذي طرحته الدول المحاصرة لقطر "يستهدف كسب تعاطف غربي ودولي لحثّ الآخرين على مشاركتهم في إجراءاتهم".
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن قطر تطالب الدول المحاصرة بإجابة بشأن الإجراءات التي اتخذت ضدها، موضحاً أن بلاده تدعم "مفاوضات واضحة الإطار وواضحة المبادئ".
واعتبر أن "تقديم قائمة مطالب على شكل إنذار بالقبول أو الإلغاء هو دليل على أن هذه المطالب ليس لها أساس".
وقال إن "هذه الدول تدّعي التدخل في شؤونها الداخلية، في حين أن أداءها يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة أخرى".
وأشاد وزير الخارجية القطري بجهود أمير دولة الكويت لحل الأزمة، قائلاً إن "الموقف الدولي واضح بشأن الأزمة، ويدعم الوساطة بقيادة صاحب السمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح"، مضيفًا أن دولة قطر متمسكة بهذا الموقف ولن تحيد عنه.
وحول خيارات قطر لحل الأزمة، قال الوزير القطري: "بالنسبة لنا الدبلوماسية هي خيارنا الاستراتيجي، فنحن من يعيش في هذا المحيط، ويجب أن تكون هناك آلية حضارية لحل أي خلاف، وتجنب الخصومة إلى مثل هذه الدرجة".
وعبّر وزير الخارجية القطري عن أمله بأن يمثل وجود وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، محمد العبدالله الصباح، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في واشنطن، فرصة للإدارة الأميركية لفهم أشمل للأزمة للمساعدة في إيجاد خريطة طريق.
وبشأن الحملة الإعلامية ضد قطر في الولايات المتحدة الأميركية، بالتزامن مع بدء الأزمة، علّق آل ثاني بأنه "لم يكتب عن دولة قطر الكثير في الولايات المتحدة، لكننا فوجئنا بنشر 13 مقالًا خلال خمسة أسابيع ضدنا، وإقامة مؤتمر يتهم دولة قطر بالإرهاب، ولم يُدعَ أي (شخص) من دولة قطر ليمثل الصوت القطري في المؤتمر".
وقلل وزير الخارجية القطري من أهمية القائمين على الحملة ضد قطر في الولايات المتحدة الأميركية، قائلا: "إن الحملة أتت من مؤسسات هامشية في الولايات المتحدة الأميركية، ونعرف جيداً ما هو دور دولة قطر في المنطقة، إذ إن العلاقات القطرية الأميركية هي علاقات مهمة واستراتيجية، وتصدر تقارير رسمية في الولايات المتحدة باستمرار تشيد بأدوار قطر، وتؤكد عدم مخالفتنا القوانين الدولية".
وعبّر عن أسفه لما تضمنته الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي، يوسف العتيبة، قائلاً إن "سفيراً لدولة من أعضاء مجلس التعاون الخليجي استثمر كل هذا الجهد لشيطنة دولة أخرى من أعضاء المجلس؛ بدلاً من العمل لتحسين صورة بلاده، وتحسين صورة محيطه الجغرافي".
وقال إن هذا الأمر يتنافى مع جميع الأخلاقيات التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وقد سجّل سابقة في الانزلاق في العمل ضد دولة أخرى من دول المجلس.
وذكّر وزير خاريجة قطر بأن المعروف عن مجلس التعاون الخليجي، تاريخيًّا، أنه مهما احتدّت الأزمات "لا ينزلق إلى مثل هذه الخلافات، ولا يعمل على مثل هذه الإساءات، لكنّ
ما لمسناه من وسائل إعلام الدول المحاصرة هو انزلاق غير مسبوق، وغير مقبول لدى مجتمعات مجلس التعاون".
وبشأن قاعدة العديد، قال إن هذه القاعدة تمثل مركزاً لجهد التحالف الدولي لاستتباب الأمن في المنطقة، مضيفًا أن قطر تربطها علاقات عسكرية قوية جدّاً مع الولايات المتحدة الأميركية.
وحول تأثير المواقف من القضية الفلسطينية في الأزمة الراهنة، أكّد أن "القضية الفلسطينية تقع دائماً في مركز اهتمامات سياستنا الخارجية، ولنا دور فاعل في المصالحة الفلسطينية وتوحيد الشارع الفلسطيني".
وقال وزير الخارجية القطري: "مهما كان حجم الضغوط على دولة قطر؛ فإن مثل هذه الإجراءات لن تجعل دولة قطر تحيد عن قضايا تقف معها وفق مبادئها".
(العربي الجديد)