واصل الطيران الروسي، اليوم الثلاثاء، غاراته على ريف شمال غرب سورية، مستهدفاً مستشفى في مدينة كفرنبل، ما أدى إلى دماره بشكل كامل، في حين أعلنت مجموعة من فصائل "الجيش السوري الحر" عن تشكيل قيادة ومجلس قيادة موحد في مناطق "درع الفرات".
وشن الطيران الروسي، بعد منتصف الليل وفجر اليوم، غارات على مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي وبلدة ترمانين في ريف إدلب الشمالي، أسفرت عن أضرار مادية جسيمة، بحسب ما أفاد به مركز إدلب الإعلامي، حيث يستمر الطيران الروسي، لليوم الثامن على التوالي، في استهداف ريف إدلب بشكل عنيف.
وذكرت مصادر محلية أن القصف على مدينة كفرنبل استهدف مبنى مستشفى منظمة شام في المدينة، ما أدى إلى دماره بشكل كامل.
وكان المستشفى قد تعرّض للقصف، في وقت سابق، ما أدى إلى خروجه عن العمل.
وأسفر القصف الجوي الروسي، يوم أمس، عن مقتل أكثر من أربعين مدنياً وجرح قرابة ثمانين شخصاً، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب.
كما طاول القصف الروسي، اليوم، بلدة سروج وقرى قصر بن وردان وأبو الكسور وطول دباغين والمويلح ومدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع قصف صاروخي من قوات النظام على بلدات كفر حمرة، ومعارة الأرتيق، ومنطقة الملاح وجمعية الزهراء غرب مدينة حلب.
من جانب آخر، قال فصيل "جيش الإسلام" المعارض للنظام السوري، إن عنصرين أصيبا بجروح من جراء استهداف مواقع لهم في محور الأشعري في الغوطة الشرقية بالرشّاشات المتوسطة من قبل عناصر "فيلق الرحمن".
وجددت قوات النظام، صباح اليوم، استهداف مواقع لفصيل "فيلق الرحمن" في حي جوبر شرق مدينة دمشق بالمدفعية والصواريخ، كما قصفت مواقع لـ"جيش الإسلام" على محور طريق دمشق حمص غرب الغوطة الشرقية، واقتصرت الأضرار على المادية.
إلى ذلك، أعلنت ثلاث كتل من "الجيش السوري الحر" العامل في مناطق سيطرة قوات "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، شمال سورية، عن توحيد فصائلها تحت قيادة واحدة وتشكيل مجلس قيادة موحد.
وأوضحت الكتل الثلاث "السلطان مراد" و"كتلة النصر" و"الجيش الوطني"، في بيان لها وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أن العملية جاءت بعد مشاورات حثيثة، وهي خطوة على طريق الاندماج الكامل، ونواة لمؤسسة عسكرية من أجل تأسيس جيش وطني.
وتضم الكتل الثلاث أكثر من خمسة وعشرين فصيلاً من فصائل "الجيش السوري الحر"، من بينها "فرقة السلطان مراد" و"أحرار الشرقية" و"صقور الشام" و"لواء المعتصم".
من جهة أخرى، أفادت "شبكة ديري نيوز" أن تنظيم "داعش" الإرهابي أعدم ميدانياً بالرصاص شاباً يبلغ 19 سنة، في بلدة حسرات قرب البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، إثر مشاجرة مع أحد عناصر التنظيم.
وأعلن الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله"، مساء أمس الإثنين، عن متابعة عملياته مع قوات النظام ضد تنظيم "داعش" في محور المحطة الثانية جنوب محافظة دير الزور، وذلك انطلاقاً من منطقة حميمة في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي.
وتشهد محافظة دير الزور معارك بين تنظيم "داعش" وقوات النظام في محاور عدة، تمكّن على إثرها النظام مؤخراً من السيطرة على معظم ريف دير الزور الغربي ومناطق على الضفة الشمالية من نهر الفرات، بينما يحاول الوصول إلى ناحيتي الميادين والبوكمال جنوب النهر.
جرحى باستمرار القصف على ريف إدلب
وجرح مدنيون، ظهر اليوم الثلاثاء، من جراء تواصل القصف من الطيران الحربي الروسي على ريف إدلب شمال سورية.
وتحدث "مركز إدلب الإعلامي" عن وقوع جرحى بين المدنيين من جراء قصف جوي روسي على الأحياء السكنية، وسط بلدة سنجار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، فضلا عن وقوع أضرار مادية جسيمة.
وفي الشأن ذاته، طاول القصف الروسي مدينة جسر الشغور وقرى الغسانية والناجية وعين السودة بريف إدلب الغربي، في حين تحدّث الدفاع المدني في إدلب عن قصف جوي على أطراف مدينة الدانا شمال إدلب، أسفر عن أضرار مادية فقط.
ونشر الدفاع المدني مقطع فيديو قصير يظهر لحظة انتشال طفل على قيد الحياة من تحت أنقاض منزله المهدم في جسر الشغور نتيجة غارة روسية، حيث عمل فريق الإنقاذ التابع للدفاع المدني على استخراج الطفل ونقله إلى المشفى بعد عمل دام عدة ساعات.
وكان المجلس الإسلامي السوري قد أدان، في وقت سابق، القصف الروسي المكثف، خاصة على ريف إدلب، موجها في بيان له رسالة إلى دول العالم ومنظماته الدولية كي يتدخلوا لوقف "الجرائم الوحشية" بحق الشعب السوري.
وفي سياق متصل، جُرح مدنيون من جراء قصف مدفعي من قوات النظام على مدينة حرستا وبلدة مديرا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما أفاد به مركز الغوطة الإعلامي.
وتواصل قوات النظام والطيران الروسي استهداف ريف إدلب والغوطة الشرقية، على الرغم من ضمهما إلى مناطق خفض التوتر المتفق عليها بين الدول الضامنة والراعية لمحادثات أستانة.