تتوالى ردود الفعل الدولية بشأن العملية العسكرية، التي أكدت تركيا أنها ستطلقها "في أي وقت" ضد المليشيات الكردية في الشمال السوري.
المعارضة السورية تدعم
وفي السياق، أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الثلاثاء، التزامه بـ"محاربة الإرهاب بأشكاله كافة"، والعمل مع "شركائه في تركيا والتحالف" لدحر التنظيمات الإرهابية وإعادة الأراضي والمدن التي تحتلها إلى سيادة الشعب السوري.
وأعلن الائتلاف، في بيان، عن دعمه "الجيش الوطني ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان"، وأشار إلى "استعداد الجيش الوطني للتصدي للإرهاب، بالتعاون والعمل المشترك مع الجيش التركي، بما يضمن المصالح الوطنية للشعب السوري، بمختلف مكوناته من العرب والكرد والتركمان والسريان الآشوريين وغيرهم، ويمنع أي تنظيم إرهابي من استخدام الأراضي السورية منطلقاً لتهديد أمن واستقرار السوريين ودول الجوار".
وأشار البيان إلى أن "الائتلاف وجه الحكومة السورية المؤقتة ووزاراتها ومديرياتها للاستعداد للعمل في أي منطقة يتم تحريرها، وبذل كامل الجهود لتشكيل مجالس محلية منتخبة، وتوفير الخدمات اللازمة، وحماية أمن الأهالي، وضمان بقائهم في بيوتهم وبلداتهم".
كما ناشد الجميع التعاون مع الجيش الوطني لـ"عزل الإرهابيين وتفعيل عمل المؤسسات والهيئات بما يخدم المواطنين كافة".
وتجري تركيا الاستعدادات الأخيرة لخوض عملية عسكرية ضد مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي هددت بشن حرب شاملة، وتخفيف الحراسة عن مساجين تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبدوره، قال القيادي في الجيش الوطني مصطفى سيجري، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب "العمال الكردستاني" يبتز العالم بالتهديد بإطلاق سراح عناصر "داعش"، وعليه أن يتوقف عن ذلك".
وأشار إلى "استعداد الجيش الوطني الكامل لتسلم أسرى التنظيم الموجودين في المنطقة، عبر ترتيبات يمكن الاتفاق عليها فوراً، مع التعهد بضمان عدم فرار أي أسير، ووضعهم في مراكز أمنية خاصة".
وأضاف أن "الجيش الوطني يضمن إجراء محاكمات عادلة للمتورطين بالجرائم والعمليات الإرهابية من خلال المحاكم السورية المختصة الموجودة في المنطقة، ووفق المعايير الدولية والإنسانية، إضافة إلى إخضاع النساء والأطفال إلى دورات إعادة تأهيل بإشراف مجموعات متخصصة وكوادر المركز السوري لمحاربة الفكر المتطرف".
فرنسا تسخر من تردد ترامب
وعلى صعيد متصل، أكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، الثلاثاء، "ضرورة الحفاظ على قوات سورية الديمقراطية"، معربا عن القلق.
وقال أمام الجمعية الوطنية: "المعركة ضد "داعش" لم تنته مع القضاء على المنطقة التي كان يسيطر عليها هذا التنظيم الإرهابي، وهي مستمرة إلى جانب "قوات سورية الديمقراطية"". وواصفا هذه المعركة بـ"أولى أولويات" فرنسا، قال فيليب إنها "تعزز ضرورة الحفاظ على "قوات سورية الديمقراطية"، خصوصا في أجواء تلقي فيها التهديدات التركية بشن هجوم شكوكا كبرى على شمال شرقي سورية".
وأكد أن "الحل السياسي وحده قادر على ضمان مكانة الأكراد والأقليات الأخرى، خصوصا المسيحيين في سورية". وتابع: "سنحرص بالطبع لأن تؤخذ مصالح الأكراد في الاعتبار، ونحن مدينون لهم لشجاعتهم وتضحياتهم".
وبعد إعلان الأحد سحب عسكريين أميركيين من شمال شرقي سورية، تمهيدا لعملية عسكرية تركية، غيّر الرئيس دونالد ترامب الاثنين لهجته، مؤكدا أنه "سيقضي على الاقتصاد التركي تماما في حال تجاوزت أنقرة حدودها".
وكتب ترامب في تغريدة "قد نكون في طور مغادرة سورية، لكننا لم نتخل بأي شكل كان عن الأكراد الذين هم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون"، مشددا في الوقت نفسه على أن واشنطن لديها علاقة مهمة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك التجاري.
وسخر فيليب الثلاثاء، من هذا التعليق، مؤكدا أن الحكومة الفرنسية تفضل أن "تقول الأمور بشكل ثابت ومتماسك بدلا من التردد الواضح لبعض الأطراف، وخصوصا من قبل أصدقائنا الأميركيين".
روسيا تدعو لعدم "تقويض التسوية السلمية"
بدورها، دعت روسيا الثلاثاء، إلى عدم "تقويض التسوية السلمية" في سورية.
وذكرت وكالات الأنباء، نقلا عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين ومجلس الأمن الروسي شددا في اجتماع "على أهمية تجنب أي عمل من شأنه أن يقوض التسوية السلمية" للنزاع في سورية.
وقال بيسكوف، في وقت سابق الثلاثاء، إن روسيا التي تتابع التطورات "باهتمام شديد" لم يتم إبلاغها مسبقا بالانسحاب الأميركي، لكنه أعرب عن شكوكه إزاء أن يحصل الانسحاب فعليا.
بريطانيا: لا ندعم خطوة تركيا
من جهتها، أعربت بريطانيا، الثلاثاء، عن "قلقها البالغ" إزاء خطة تركيا شن العملية، وأبلغت أنقرة بأنها لن تدعم خطوتها.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن لندن "كانت واضحة باستمرار مع تركيا بشأن تجنب تحرك عسكري أحادي، لأن هذا من شأنه زعزعة استقرار المنطقة" ويهدد جهود دحر تنظيم "داعش".
(العربي الجديد)