مفاوضات سد النهضة: مقترح إثيوبي بإشراك الصين بصفة مراقب

26 نوفمبر 2019
للصين استثمارات كبيرة في إثيوبيا (زاكارياس أبوبكر/فرانس برس)
+ الخط -


كشفت مصادر دبلوماسية مصرية وأخرى بوزارة الري والموارد المائية عن تحركات ورسائل جديدة وجّهتها إثيوبيا بشأن مفاوضات سد النهضة، التي عادت للحياة مجدداً بلقاء على مستوى وزراء المياه في كل من مصر والسودان وإثيوبيا في العاصمة أديس أبابا بمشاركة ممثلين عن وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي. وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن إثيوبيا اقترحت أخيراً، إشراك طرف دولي جديد في المباحثات التي ترفض أديس أبابا توصيف الأطراف الخارجية المشاركة فيها بالوسطاء. وأشارت المصادر إلى أن إثيوبيا طالبت بإشراك الصين في تلك المباحثات بصفة مراقب دولي محايد يتمتع بعلاقات جيدة مع أطراف الأزمة، موضحة أن أديس أبابا تقدمت بهذا المقترح بعد حصولها على موافقة بكين وترحيبها، خصوصاً في ضوء الوجود القوي للصين في تلك المنطقة، تحديداً في سد النهضة مع مشاركة ثلاث شركات صينية عملاقة في عمليات البناء وتجهيزات توليد الكهرباء من السد. وأوضحت المصادر أن المقترح الإثيوبي ما زال محل دراسة من كل من مصر والسودان، وتتعامل القاهرة معه بتوجس شديد خشية من أن تزيد تلك الخطوة الأزمة تعقيداً، بعد الاقتراب من انفراجة في أعقاب اجتماع واشنطن الذي جاء برعاية أميركية. وبحسب المصادر، فإن إثيوبيا لم توافق على تنفيذ أي مقترحات تراعي المخاوف المصرية حتى الآن، وإن كانت قد أظهرت روحاً جديدة في المفاوضات الأخيرة، إلا أنه في المقابل هناك مخاوف إثيوبية من أن يكون التدخل الأميركي ربما لصالح مصر في حال حدثت توافقات بين الجانبين بشأن قضايا إقليمية أخرى.

ورأت المصادر أن المقترح الإثيوبي بإشراك الصين في المفاوضات الجارية، قد يكون ربما خطوة للتعقيد وليس للحل بإشراك طرف دولي جديد، ومن ثم كسب مزيد من الوقت وإطالة أمد المفاوضات وتضييق الخيارات أمام القاهرة. وأضافت أن إثيوبيا باشرت في توجيه رسائل غير مباشرة عبر فتح خطوط اتصال مع عدد من القوى الكبرى، لتزويدها بالأسلحة ذات القدرات الفائقة التي تتجاوز حجم أديس أبابا الإقليمي وطبيعة صراعاتها. وهو ما بدأت القاهرة تتفهّمه جيداً، وتقرأه في سياقه الطبيعي بكونه مجرد رسائل لحثها على القبول بما هو مطروح حالياً في المفاوضات قبل أن تزداد الأمور تعقيداً.

وبحسب المصادر، فإن "إثيوبيا تدير مفاوضات بطريقة معقدة بالنسبة لنا وناجحة بالنسبة لهم"، مضيفة أنه "دائماً لديهم خطط في إدارة المفاوضات للتعامل مع كافة المستجدات، فعندما طرحت مصر إشراك وسيط دولي متمثل في أميركا، أجّلت التجاوب مع المقترح، حتى جهزت خطوة أخرى للرد على المقترح المصري بحيث لا يمكن لمصر أن ترفضها وهي إشراك الصين". وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن أن أميركا رهنت إنجاز التوصل لاتفاقٍ يراعي المخاوف المصرية بشأن سد النهضة ضمن الوساطة التي تقوم بها واشنطن، بتراجع مصر عن إبرام صفقة مع روسيا تقضي بحصولها على 20 مقاتلة من طراز "سوخوي 35"، وهي الصفقة التي تصفها الولايات المتحدة بأنها تغيّر قواعد اللعبة في المنطقة. وبحسب المصادر، فإن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن أخيراً، والذي سبق الاجتماع الخاص بسد النهضة، تناول بشكل مباشر نقل تحذيرات أميركية لمصر بشأن الصفقة، مع تأكيد بومبيو أن واشنطن لا يمكن أن تقبل بتنفيذها تحت أي ظرف.