وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد نفى ليل أمس الجمعة تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، التي أعلن فيها عن توصل ضباط الجيش في اجتماع القاهرة إلى اتفاق بشأن تأسيس ثلاثة مجالس عسكرية والاتفاق على أن يكون حفتر واجهة الجيش.
وتعليقا على تضارب تصريحات الرئاسي والمسماري، قال المصدر في حديث لـ"العربي الجديد" إن "حكومة الوفاق لم تنف التوصل إلى تفاهم واتفاق مبدئي، لكنها نفت الاتفاق النهائي وكان بيانها ردا على المسماري للتعبير عن غضبها من تسريب ما تم التفاهم حوله"، لافتا إلى أن الإعلان النهائي عن توحيد المؤسسة العسكرية سيكون الأربعاء المقبل بحضور رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وحفتر على الأقل.
وتابع "جلسات الضباط لا تزال مستمرة وتناقش بنودا تتعلق بأسماء شاغلي المجالس الثلاثة، وهي المجلس الأعلى للدفاع ومجلس الأمن القومي ومجلس القيادة العامة"، مشيرا إلى أن ممثلي حفتر بدوا متمسكين بشغل حفتر لمنصب رئيس مجلس القيادة العامة.
وأوضح أن "القائد العام للجيش بحسب التوافقات التي تجري حاليا يجب أن يخضع لأوامر رئيس المجلس الأعلى للدفاع الذي سوف يترأسه وزير الدفاع بحكومة الوفاق التي يشغلها حاليا فايز السراج، وبالتالي لا أعتقد أن منصب حفتر سيتجاوز المنصب الشرفي".
وأكد أن المجلس الأعلى للدفاع سيتبعه أركان البحرية والجوية، بينما سيتبع مجلس القيادة العامة القوات البرية التي ستنقسم إلى 6 مناطق عسكرية في كل البلاد، مؤكدا أن الهيكل الجديد للمؤسسة العسكرية يسعى إلى توزيع اختصاصات الجيش لضمان عدم انفراد أي شخصية عسكرية بقرارها.
وألمح المصدر إلى أن حفتر حاول تلافي ما أحدثه نفي حكومة الوفاق لاتفاق في القاهرة بالإعلان عن إطلاق حملة عسكرية بالجنوب الليبي. وقال "الخطوة عملية سياسية بامتياز للفت نظر المجتمع الدولي الذي يتابع جلسات القاهرة بشأن المؤسسة العسكرية والإشارة لقوته التي يمكنها أن تحرر وتسيطر على الجنوب"، مبينا أن "قبائل الجنوب قامت بتأليف وحدات مقاتلة وتقوم بمطاردة مليشيات المعارضة التشادية منذ يومين والآن يعتبر وجود هذه المليشيات ضعيفا جدا".
وكان حفتر قد أعلن في وقت متأخر ليل البارحة الجمعة عن إطلاقه حملة عسكرية ضد مليشيات المعارضة التشادية بحوض مرزق، مبينا أنه بصدد تشكيل خمس كتائب عسكرية لتنفيذ العملية.
وبعد توتر الأوضاع الأمنية في الجنوب بسبب قيام مليشيات المعارضة التشادية بالهجوم على منطقة أم الأرانب، وخطف مواطنين من منطقة الفقهاء الأسبوع الماضي، صرح أحمد بركة، أحد ضباط المنطقة الجنوبية، بتمكن مسلحين من الأهالي من مطاردة تلك المليشيات، وإرغامها على العودة إلى الأراضي التشادية، فيما تجري جهود أخرى لملاحقة فلول أخرى للمليشيات لا تزال تجوب الصحراء.
وقال المصدر إن "حفتر لم يعد وجوده مقبولا في الجنوب" مؤكدا أن عمليته العسكرية مجرد فقاعة إعلامية للكسب السياسي.
وبين المصدر أن "إعلان حفتر ليل البارحة كان يتحدث عن تشكيل خمس كتائب ما يعني أنه لن يرسل كتائب جاهزة، وإنما سيكون من قبائل الجنوب كتائب وبشكل أوضح هو يريد تجيير نتائج عمليات أهالي الجنوب القتالية الجارية حاليا لصالحه وتقسيمها إلى كتائب بحسب المسميات التي أعلن عنها".
وختم المصدر بالقول "حفتر أصبح اسما لا يمكن تجاوزه ومسار السنين الماضية بين بشكل واضح أنه المعرقل الأول لأي اتفاق، وبالتالي يجب استيعاب اسمه ضمن الشكل الجديد للمؤسسة العسكرية بأي صيغة، لكنه لن يكون له دور محوري مستقل في قرار الجيش".