أشار المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إلى جهود دبلوماسية واتصالات واسعة تتم للدفع نحو حل في سورية، في وقتٍ وبّخ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أعضاء مجلس الأمن الدولي، بسبب الوضع "المخيف" الذي وصلت إليه الأزمة السورية.
وفي كلمة له اليوم الأربعاء من نيويورك، لفت إلى أنه سيتم عقد اجتماع لأطراف النزاع، في أكتوبر/ تشرين الثاني المقبل بجنيف، لكنه أوضح أنه لن تعقد أي محادثات تقنية، لمنح المعارضة مزيداً من الوقت.
وفي حين أفاد دي ميستورا بتراجع منسوب العنف في مناطق واسعة من سورية، أعرب عن أمله بالتوصل، بالتعاون مع الروس، إلى منطقة لخفض التوتر في إدلب، مضيفاً "رغم الهدوء النسبي إلا أننا قلقون من القصف الجوي في مناطق مثل حمص".
بدوره، قال أوبراين في آخر إفادة يقدمها لمجلس الأمن قبل أن يغادر منصبه نهاية الشهر الجاري إن "جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي ليس بإمكانهم سوى الشعور بالعار، إزاء إخفاقهم في وضع نهاية للوضع المخيف الذي يعيشه السوريون، ومقتل 500 ألف شخص من بينهم على الأقل".
ودعا المسؤول الأممي المجلس إلى "إحالة الوضع في سورية والمسؤولين عنه إلى المحكمة الجنائية الدولية"، من دون أن يسمي طرفاً بعينه.
وقال "إنني أدعو السلطات السورية، للمرة الأخيرة، باعتباري منسقاً عاماً للشؤون الإنسانية العاجلة بالأمم المتحدة، إلى منح الوصول الكامل للجنة تقصي الحقائق المستقلة".
واتهم أوبراين سلطات النظام السوري بمواصلة منع وصول المواد الطبية من قوافل الإغاثة المتجهة إلى المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة قدمت طلبات إلى النظام السوري خلال هذا الشهر للوصول إلى أكثر من مليون ونصف المليون شخص من المدنيين في 36 موقعاً، لكن حكومة النظام "تواصل التلكؤ وانتزاع المواد الطبية من القوافل الإنسانية".
25 ألفاً من المدنيين المحاصرين في الرقة
وفي السياق، وفي ما يتعلق بمعركة استعادة الرقة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، قال مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما دينغ، اليوم الأربعاء، إن الهدف المشروع لاستعادة الرقة يجب ألا يتحقق بتكلفة باهظة على المدنيين المحاصرين داخل المدينة الواقعة شمالي سورية.
وأعرب دينغ عن بالغ قلقه إزاء "تدهور حالة المدنيين المحاصرين في القتال، وتداعيات الوضع المروع الذي يواجه المدنيين من جراء الهجوم، لاستعادة الرقة من داعش".
وأضاف المسؤول الأممي، في بيان، "تتعرّض المدينة لقصف مكثف من قبل قوات التحالف الدولي، وبالإضافة إلى ذلك، يقال إن تنظيم داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية".
كذلك بيّن وجود "ما لا يقل عن 25 ألفاً من المدنيين المحاصرين في الرقة، والتي ما زالت خاضعة لسيطرة "داعش"، وبالإضافة إلى الوضع الرهيب الذي يواجهونه في المدينة، يقال إن داعش يقتل من يحاول الفرار".
وأوضح المستشار الأممي أن قوات التحالف تستهدف القوارب بنهر الفرات، وهي إحدى وسائل الهروب المتبقية للمدنيين، وفي الوقت نفسه، يقال إن المدنيين في المناطق الواقعة جنوب نهر الفرات يواجهون هجمات عشوائية من قبل القوات النظام وحلفائها".
وجدد المستشار الخاص الدعوة إلى موقف إنساني لتفادي إزهاق أرواح المدنيين، وقال "مع وصول الهجوم لاستعادة الرقة إلى مراحله النهائية، من المرجح أن يتصاعد القتال، وكذلك المخاطر التي يواجهها المدنيون".
وحثّ جميع الأطراف والمجتمع الدولي بأسره على ضمان حماية المدنيين المحاصرين في الرقة واتخاذ جميع الخطوات الممكنة للسماح لهم بالمغادرة بأمان.
(العربي الجديد، الأناضول)