وصل محمد بن سلمان، مساء أمس الإثنين، إلى واشنطن في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة تستمر بضعة أيام وتشمل كذلك نيويورك وكاليفورنيا، يبحث خلالها مع كبار المسؤولين الأميركيين، عدداً من الملفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ذات الأهمية البالغة للبلدين وللمنطقة.
وعقب وصوله أمس، أقام وزير الخارجية الأميركية جون كيري وليمة إفطار رمضاني بمنزله الشخصي في حي جورج تاون بالعاصمة واشنطن على شرف ولي ولي العهد. وحضر المأدبة وزير الدفاع الأميركي آش كارتر وعدد من كبار المسؤولين ورجال السياسة الأميركيين، ودبلوماسيون سعوديون، وذلك بحسب ما أكّدته لـ"العربي الجديد"، مصادر في وزارتي الخارجية والدفاع.
استمرت المأدبة من التاسعة مساءً حتى وقت متأخر من ليل الإثنين، لكن المصادر عينها، لم توضح ما إذا كانت المباحثات الرسمية مع الوزيرين كيري وكارتر قد جرت على هامش وليمة الإفطار أم أنها ستتم نهار اليوم.
ومن المقرر، أن يلتقي الأمير السعودي، اليوم، مع مسؤولين دوليين في نيويورك على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لطي صفحة الخلاف السعودي مع أمين عام المنظمة الدولية بشأن الصراع الدائر في اليمن.
كما يلتقي الأمير الزائر برؤساء وممثلي شركات كبرى في سيلكون فالي (وادي السيلكون) شمالي سان فرانسيسكو، فضلاً عن لقاءات متوقعة بخبراء ومهتمين بقضايا الاقتصاد والاستثمار الدوليين.
من جانبه، لم يؤكّد البيت الأبيض حتى الآن ما إذا كان جدول الزيارة يتضمن لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ قال المتحدث الرئاسي جوش أرنيست رداً على سؤال بهذا الشأن في إيجازه الصحافي أمس، إن معلومات إضافية عن لقاءات الزائر السعودي سيتم توفيرها للصحافيين في وقت لاحق غداً.
وتأتي زيارة المسؤول السعودي الذي يصفه إعلاميون أميركيون بـ"رجل السعودية القوي"، في وقتٍ عصيب، وموسم انتخابي أميركي حرج، بدأت فيه القوى السياسية الأميركية تتبارى فيما بينها في التشدد تجاه العرب والمسلمين، كما يتسابق المرشحون للرئاسة على إطلاق التعهدات بتغيير مسار السياسة الخارجية الأميركية نحو المزيد من التطرف بحجة مكافحة "التطرف".
أمّا المباحثات المتعلقة بالملف العسكري فمن المرجح أن تستضيف وزارة الدفاع الأميركية في مقرها الرئيسي (البنتاغون) لقاءات لم يعلن توقيتها بعد بين الوفد السعودي وكبار المسؤولين الدفاعيين الأميركيين مدنيين وعسكريين. وذكرت مصادر أميركية وسعودية متطابقة أن الصراعات الإقليمية المسلّحة الدائرة في كل من سورية وليبيا واليمن تأتي على رأس اهتمامات الجانبين حيث سيتم إعطاؤها عناية خاصة خلال اللقاءات المرتقبة، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية بين البلدين ضمن موضوعات الملفين السياسي والعسكري.
ويأتي وصول محمد بن سلمان إلى واشنطن قبل أيام معدودة من انعقاد مؤتمر قمة للاستثمار في العاصمة الأميركية بحضور ورعاية أوباما ويشارك فيه مستثمرون كبار ومسؤولون اقتصاديون قادمون من حوالى 70 بلداً، لكن مصدراً بالسفارة السعودية في واشنطن رفض الإفصاح عما إذا كان الأمير الزائر أو من ينوب عنه من أعضاء الوفد السعودي سيشارك في المؤتمر المقرر أن يبدأ يوم الأحد المقبل ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
واعتبر مهتمون بالعلاقات العربية الأميركية زيارة الأمير السعودي للولايات المتحدة في هذا التوقيت دليلاً على الأهمية القصوى التي يأمل السعوديون والأميركيون في جنيها من الزيارة. ورأى بعض المعلقين التلفزيونيين أن مجيء الزيارة في شهر رمضان في حد ذاته دليل كاف على أهميتها بالنظر إلى أن القيادات الخليجية تميل إلى خفض منسوب النشاط السياسي وزيارات العمل الخارجية في مثل هذا الشهر من كل عام.
ويضمّ الوفد الرسمي المرافق لولي ولي العهد، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية "واس"، كلاً من وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير المالية إبراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الطاقة خالد الفالح، ووزير الإعلام عادل الطريفي، ووزير الدولة محمد آل الشيخ، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق فياض الرويلي، ومدير مكتب وزير الدفاع فهد العيسى، والمستشارين بالديوان الملكي السعودي: ياسر الرميان، ومحمد الحلوة، ورأفت الصباغ، بالإضافة إلى سفير السعودية في واشنطن الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي.