وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام كثفت، صباح اليوم، من قصفها على مدينة معرة النعمان براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، حيث استهدفت مداخل المدينة ومخارجها والطرقات في محيطها.
وأسفر القصف، وفق المصادر ذاتها، عن مقتل مدني وجرح عشرة آخرين على الأقل في مناطق متفرقة من المدينة، بينهم مصابون بجروح خطرة.
وأشارت المصادر إلى أن طيران الاستطلاع التابع للنظام يحلّق في أجواء المنطقة بكثافة، ويرصد الحركة على الطرقات، وذلك يجعل المدنيين يتخوفون من الحركة خشية الاستهداف من الطيران أو راجمات الصواريخ.
وكان القصف على مدينة معرة النعمان ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي قد أسفر، يوم أمس الخميس، عن مقتل 12 مدنياً وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء.
آلاف عالقون
ويعيش أهالي معرة النعمان أوضاعاً مأساوية، إذ تحدّث ناشطون عن كارثة إنسانية تهدّد من بقي في المدينة، إذ لا يستطيعون مغادرتها لعدم وجود آليات تنقلهم لمناطق الريف الشمالي الغربي في المحافظة القريبة من الحدود، بينما طالبت جهات مدنية المجالس المحلية بتوفير مأوى لأكثر من سبعين عائلة تقيم في العراء بالقرب من المعرة، وتوفير أماكن إقامة لها أو إخلاء المدارس لاستيعابها.
وقال الناشط الإعلامي من معرة النعمان عمر السعود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع مأساوي اليوم في مدينة معرة النعمان، فهناك الكثير من العوائل ليست لديها سيارات لتقلها خارج المدينة، في ظل تواصل القصف الذي لا يكاد يتوقف أبدا".
وفي السياق ذاته، قال عمر حلبي، من مدينة معرة النعمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف يطاول كل أحياء مدينة معرة النعمان، ولا مكان تذهب إليه العوائل، والسيارات الموجودة الآن ليس فيها وقود لتنقل النازحين لمناطق أخرى في ريف إدلب، ومن يتمكن من الخروج حاملا معه بعض الملابس وخاصة ملابس الأطفال، كثيرا ما تعترض سبيله طائرات النظام الرشاشة التي استهدفت خلال الأيام الماضية عدة قوافل للنازحين. نترقب معجزة قد تحصل وتوقف القصف على المدينة، لكن يبدو أنها بعيدة. لم يعد بمقدورنا البقاء، ولا نعرف ماذا نفعل".
وعلق الناشط الإعلامي خضر العبيد على مشاهد الخارجين من مدينة معرة النعمان، مشيرا لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الأمر يفوق الوصف، فما يجري هو جريمة بحق الإنسانية، فطرقات ريف إدلب الشمالي وبلداته تعج بالنازحين وهم يصلون تباعا لمناطق قاح وأطمة في ريف إدلب الشمالي الغربي، أطفال ونساء وكبار السن، بينما يحاول الشبان على الدراجات النارية العودة للمدينة لإخراج ذويهم هناك".
وقدر العبيد عدد السكان في المدينة بنحو 70 ألفا قبل بدء عمليات التصعيد العسكري عليها في مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري.